تحل اليوم ذكرى وفاة أسمهان ذات الصوت المنفرد والجمال الخطاف للقلب والعين، لكن تلك الحسناء شقيقة فريد الأطرش رحلت عن الدنيا وهي بعز شبابها حيث توفيت في حادث وعمرها 31 عام، بعد أن قدمت مسيرة فنية غنائية وتمثيلية مميزة بمساعدة شقيقها فريد الأطرش . كانت أسمهان من عائلة سورية لبنانية، واسمها الحقيقي أمال الأطرش، ووالدها كان سوري الأصل وكان مسؤل كبير في تركيا ، أما والدتها علياء كانت لبنانية ، فكانت عائلة أسمهان درزية كريمة يعود نسبها إلى آل الأطرش في سورية الذين كان فيهم رجال لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية في سوريا والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي. قصة وفاة أسمهان كانت ومازالت من ضمن الحكايات المجهولة والتي تحمل علامات الأستفهام بين جمهورها، فقد لقيت مصرعها في ترعة الساحل الموجودة حاليا بطلخة، في حادث مروري، فكما ولدت أسمهان في الماء ماتت أيضاً في الماء بعد سقوط السيارة في الترعة. زي النهاردة.. مصرع الفنانة أسمهان 14 يوليو 1944 | شاهد في ذكرى غرق أسمهان.. حقيقة تورط أم كلثوم والمخابرات الأجنبية في مقتلها تفاصيل وفاة أسمهان خلال تصويرها فيلم غرام و انتقام ،استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي بالسفر إلى منطقة رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق، فذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة (ترعه الساحل الموجودة حاليا في مدينة طلخا)، حيث لقت مع صديقتها حتفهماعن عمر ناهز 32 سنة أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى . ومن غريب المصادفات أنها قبل أربع سنوات من وفاتها، أي في أوائل 1940 كانت تمر في المكان عينه فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة، ورمت قصيدة أبي العلاء المعري (غير مجدٍ) التي لحنها لها الشيخ زكريا أحمد، وكانت تتمرن على أدائها حينذاك استعدادًا لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة، وقالت للصحفي محمد التابعي رئيس تحرير مجلة آخر ساعة والذي كان يرافقها "كلما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة". ولادة أسمهان في البحر كانت أسمهان على موعد مع البحر ليمنحها حياتها ، حيث ولدت على متن باخرة كانت تقل عائلتها من تركيا إلى سوريا، وذلك بعد وقوع خلافات بين والدها والسلطات التركية، وانتقلت الأسرة إلى سوريا وتحديداً إلى جبل الدروز بلد آل الأطرش، واستقرت أسرة أسمهان هناك وعاشت حياة سعيدة، ثم انتقلت عائلة أسمهان إلى مصر بعد الثورة السورية الكبرى . استقرت أسرة أسمهان في حي الفجالة لكن تبدلت أحوال الأسرة وعانت من البؤس والمشاكل المادية، وهو ما دفع الأم للعمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة " أسمهان وفريد وفؤاد . انطلاقتها الفنية ظهرت مواهب أسمهان الغنائية والفنية باكرًا، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم ومرددة أغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريد، وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بدايه حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت آمال فأعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان" وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان. وكان أسم أسمهان يحمل لأمال الكثير من الحظ والفرص ، حيث بدأت تشارك أخاها فريد الأطرش ووالدتها في حفلات الأفراح و الإذاعة المحلية وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، وصوتها السخي، الفياض بالشجو المرنانعلى حد قول كرم ملحم كرم، يفتن الأسماع ويغزو القلوب. " أسمهان فتاة صغيرة لكن صوتها صوت امرأة ناضجة ".. كانت تلك الكلمات التي قالها الموسيقار محمد عبد الوهاب عن أسمهان حين كان عمرها 16 عام فقط . فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت سنة 1941 في أول أفلامها انتصار الشباب إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، وشاركته أغاني الفيلم، وفي خلال التصوير تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفيا، ولكن زواجهما إنهار سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش. وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.