" الدنيا ربيع والجو بديع " هكذا يهل علينا فصل الربيع والذي يأتي معه عيد شم النسيم، والذي يعد عيدا له إحتفالات خاصة تتمثل في تناول وجبة الفسيخ في الحدائق والمتنزهات العامة. ولكن هذا العام جاء شم النسيم في حالة إستثنائية للغاية للاحتفال به حيث أن أجواء جائحة كورونا حجمت تماماً الاحتفال به في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية التى أتخذتها أجهزة الدولة لتلافي ومواجهة إنتشار هذا الفيروس الخطير، علاوة على أن شم النسيم جاء أيضاً في أيام شهر رمضان وسط أجواء الصيام. واقرأ أيضاً: قوافل طبية.. كشف مجاني على 2957 مواطنا في أسوان محافظ أسوان يعلن إنشاء أكبر مركز إقليمي للخدمات البريدية على حصيرة..محافظ أسوان يشارك أهالى العطوانى بإدفو الإفطار بقافلة مساعدات غذائية ولكن رغم هذه الأجواء المسيطرة علي عدم الاحتفال بشم النسيم إلا إننا نجد الفسيخ الاسواني يستمر في الطلب عليه حيث يعتبر مواطنو أسوان تناول وجبة الملوحة أو الفسيخ من طقوس الاحتفال بشم النسيم وأعياد الربيع ، ولا يكون الاحتفال بهذه المناسبة إلا بوجود وأكل الفسيخ.
ويتميز الفسيخ أو الملوحة الأسوانى بأن السمك يربى فى المياه العذبة ببحيرة ناصر بعكس فسيخ محافظات الوجه البحرى والذى تربى أسماكه فى المياه المالحة، وذلك يفرق فى طعمه وجودته.
ويحرص العديد من زوار أسوان على شراء الفسيخ أو الملوحة لذلك يستخدم البائع صفائح لحفظ الفسيخ بها، وتوضع الكمية داخل كيس بلاستيك للعزل بين خامة الصفيح والملح ثم تغلق بلحام نارى ويساعد ذلك على عدم نفاذ رائحته لأن أغلب الزبائن يتجهون به إلى محافظات أخرى بالإضافة إلى أن تلك الصفائح تحفظه لمدة 60 يومًا من شرائه.
وكانت خلال الأيام الماضية قد استعدت محلات الفسيخ بأسوان لموسم شم النسيم بإعداد وتجهيز الملوحة الأسواني الطازجة والأكثر شهرة على مستوى محافظات مصر، حيث يتزايد الإقبال على شراء هذه الأكلات كما يقبل على شرائها زوار أسوان من جميع المحافظات ويعتبره بائعو الفسيخ موسما جيدا للبيع.
ويؤكد تجار وبائعو الملوحة في أسوان أن سوق الأسماك والملوحة تنتعش في أعياد الربيع وشم النسيم وفي الإجازات يزداد الإقبال عليها، حيث يأتي الزوار من أنحاء الجمهورية لأسوان لقضاء الإجازة وفي عودتهم يشترون الهدايا والملوحة التي تشتهر بها المحافظة.
ويتم اصطياد سمك كلب البحر وسمك الراية من بحيرة ناصر خلف السد العالي، ويتراوح وزن سمك كلب البحر من 3 إلى 4 كيلو ويكون الإقبال عليه أكثر من أي نوع آخر من أنواع الملوحة، وسمك الراية متوسط وزنه يكون في حدود الثلث كيلو، ونادرا ما يصل وزن السمكة إلى نصف كيلو.
وتعتبر ملوحة كلب البحر هي أشهر أنواع الملوحة بأسوان نظرا لجودتها في الطعم ولأنها تتميز بأن لها أسنانا بارزة وتتغذى على الأسماك فقط غير الأنواع الأخرى من الأسماك التي تتغذى على الحشائش، وتأتي بعدها الملوحة «الراية» من حيث الجودة.
ويتم تمليح الفسيخ وتجهيزه للبيع، حيث إن تمليح السمك يرجع في الأصل إلى الفراعنة وتم توارثه عن الأجداد، وأصبح مهنة لكثير من التجار حيث يقبل المصريون على شراء الملوحة الأسوانية في المواسم، خاصة موسم شم النسيم.
وعن مراحل تصنيع الفسيخ يقول الحاج عبد الصبور، صاحب محل فسخاني السد العالي بأسوان، بأنها تبدأ بصيد الأسماك من بحيرة ناصر ويستلمها الفسخانى من الصياد، ومن أفضل الأنواع التى يحرص عليها البائع والزبون سمك كلب البحر، وهناك سمك بلطى أخضر أو سمك بورى لا يصلح للأكل مثل باقى أنواع الأسماك ولا يصلح إلا للتمليح ليصبح "فسيخ" أو ملوحة.
أما المرحلة الثانية، ففيها يتم فتح السمك وتنظيف بطنه جيدا ثم يملح جيدا بكميات كبيرة من الملح ويوضع فى صفائح فى فترة تتراوح بين 10 و15 يوما ثم يصبح جاهزا للبيع.
وتقول شيرى عدلي بأننا نحرص علي شراء الفسيخ وخاصة في شم النسيم حيث أن الأسر الاسوانية تتفنن في إعداد وجبة الفسيخ ليكون له مذاق خاص يتم الاستمتاع بطعمه عند تناوله، فهناك من يقوم بتقطيع الفسيخ لقطع، ويضاف عليه التوابل وقطع من الطماطم والشطة والفلفل مع البصل، ويتم تناول مشروبات غازية لنهضم الأكل، وهناك من يقوم بخلط قطع الفسيخ بالخلاط ووضع الطحينة والتوابل المختلفة عليه ليكون له نكهة ومذاق خاص. 27