حظى الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو بتأييد جماعي من زعماء أمريكا اللاتينية في وقت مبكر اليوم الجمعة، في ليما فيما أسهمت خطته لتوسيع نطاق مراجعة الأصوات الالكترونية في تهدئة التوتر بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها. وكان اجتماع اللحظة الاخيرة للمجموعة الاقليمية اتحاد دول أمريكا الجنوبية "اوناسور" قد اختتم في بيرو قبل ساعات من الموعد المقرر لحضور مادورو حفل أداء اليمين الدستورية في كراكاس. واجتاحت الاحتجاجات فنزويلا بعد فوز مادورو في الانتخابات التي جرت يوم الاحد الماضي بفارق نقطتين مئويتين عن أقرب منافسيه الزعيم الفنزويلي المعارض انريكي كابريليس وقالت الحكومة إن ثمانية اشخاص قتلوا في الاحتجاجات التي قادتها المعارضة. واستجابة منه لمطالب كابريليس باعادة فرز الاصوات أعلن المجلس القومي للانتخابات في فنزويلا في وقت متأخر من مساء الخميس انه سيراجع 46 في المئة من جملة الاصوات الالكترونية التي لم تراجع بعد. وكانت مراجعة أكثر من نصف هذه الأصوات قد جرت يوم الانتخابات. وقالت مجموعة اوناسور الاقليمية في اعلان رسمي تضمن تقديم التهنئة لمادورو على فوزه "نرحب بقرار المجلس القومي للانتخابات في فنزويلا اجراء نظام يتيح المراجعة الكاملة لنتائج الانتخابات" ودعت اوناسور الجانبين "الى نبذ اعمال العنف التي هددت بالخطر السلم الاجتماعي في البلاد". وكان مادورو قد وجه اللوم للولايات المتحدة لالقائها بظلال من الشك على نتيجة الانتخابات. وكان الزعيم الاشتراكي الراحل هوجو تشافيز قد اختار مادورو لخلافته قبل وفاته متأثرا بالسرطان في مارس الماضي. ولم تعترف واشنطن بنتائج الانتخابات في فنزويلا فيما اشار الاتحاد الاوروبي على السلطات الفنزويلية بالتفكير في مراجعة فرز الاصوات. وكانت حكومات البرازيل وبيرو والاكوادور وكولومبيا وبوليفيا والارجنتين وحكومات اخرى قد اعترفت بفوز مادورو قبل قمة مجموعة اوناسور. إلا أن دبلوماسيين ومشرعين قالوا إن دولتين أكثر اعتدالا هما بيرو والبرازيل عبرتا عن القلق بشأن زيادة الاستقطاب في فنزويلا وكيف يمكن أن يؤثر ذلك سلبا على الحكم الرشيد. وقال الرئيس البوليفي اليساري ايفو موراليس الذي كان حليفا مقربا من تشافيز إن واشنطن لا تملك حق التشكيك في مدى شرعية فوز مادورو لان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش اعيد انتخابه بفارق ضئيل مماثل عام 2004 . وقال موراليس يوم الخميس "انه تدخل واضح. نندد بذلك ونستهجنه. لا نسمح ان تعامل بوليفيا او امريكا اللاتينية بوصفها الفناء الخلفي للحكومة الامريكية." وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمشرعين الأربعاء الماضي إنه يحبذ اعادة فرز الاصوات لاحتمال حدوث مخالفات في الادلاء بالاصوات. ودافع انصار مادورو عن فوزه بالاشارة الى النزاع الانتخابي الأمريكي الذي وقع عام 2000 عندما أوقفت المحكمة العليا إعادة فرز الأصوات في فلوريدا وأعلن بوش فائزا في الولاية بفارق 537 صوتا فقط. وحث ماريو فارجاس يوسا رئيس بيرو الحائز على جائزة نوبل للسلام وهو من اشد المنتقدين لتشافيز المراقبين الدوليين على اعادة فحص النتائج من اجل "وقف المد الشمولي الذي يبدو انه يحدث حاليا." وتشغل بيرو حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة اوناسور وقال مراقبو الانتخابات في المجموعة إن فوز مادورو لا تشوبه شائبة. ويقول كابريليس مرشح المعارضة الفنزويلية ان احصاءات فريقه اوضحت فوزه الا انه سارع بقبول قرار المجلس القومي للانتخابات في فنزويلا على الرغم من انه لا يرقى الى عملية الفرز اليدوي التي كان يطالب بها وقال ان الحقيقة ستنجلي قريبا. وأعلن المجلس القومي للانتخابات في فنزويلا انه سيعلن موعد بدء مراجعة فرز الأصوات الأسبوع القادم، فيما قال اأصار مادورو إن اعادة الفرز عملية غير ضرورية لان المجلس الانتخابي أجرى بالفعل مراجعة جزئية.