يمارس جيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا في مسعى لمنعه من الإقامة الدائمة في منتجع "مار إيه لاجو" الذي يملكه في ولاية فلوريدا. وبحسب قناة "الشرق" السعودية، يسعى جيران ترمب في ولاية فلوريدا إلى تفعيل اتفاق مضى على توقيعه 27 عامًا، ينص على عدم إمكانية استخدام منتجع "مار إيه لاجو"، النادي الاجتماعي الخاص الذي يملكه ترامب، كمسكن دائم، بعدما أعلن أنه يخطط للانتقال للعيش في "مار إيه لاجو" بعد مغادرة البيت الأبيض. وأرسل الجيران شكوى إلى بلدة "بالم بيتش" و"الخدمة السرية الأمريكية"، الثلاثاء الماضي، اتهموا فيها ترمب بأنه انتهك الاتفاق الذي أبرمه مع البلدة عام 1993، والذي سمح له بتحويل العقار إلى نادٍ لكسب المال. ووفقًا للاتفاق، يعتبر "مار إيه لاجو" ناديًا اجتماعيًا ولا يحق لأحد الإقامة فيه، كما كتب ريجينالد ستامبو، المحامي عن عائلة "ديموس" التي تمتلك منتجعًا بجوار نادي ترمب. وأضاف ستامبو في الشكوى: "لتجنب وقوع الجميع في موقف حرج، ولمنح الرئيس وقتًا كافيًا لإجراء ترتيبات معيشية أخرى في المنطقة، نثق بأنكم ستعملون مع فريقه لتذكيرهم بنصوص اتفاق الاستخدام"، وتابع: "توجد منتجعات كثيرة رائعة في (بالم بيتش) للبيع، وبالتأكيد لن يعجز أن يجد ما يلبي احتياجاته". وتتزامن الشكوى مع اقتراب نهاية ولاية ترمب الذي يمضي قدمًا في التخطيط للانتقال إلى فلوريدا برفقة زوجته وابنه، بعد تنصيب خليفته الرئيس المنتخب جو بايدن، في 20 يناير. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2018 أن ترمب غيّر محل إقامته إلى "مار إيه لاجو" – جزئيًا - لأغراض ضريبية. وبعد ذلك مباشرة، بدأ سكان "بالم بيتش" بإثارة تساؤلات حول قانونية الانتقال في ضوء الاتفاق الذي أبرمه الرئيس مع البلدة منذ عقود. وتم الانتهاء من أعمال البناء في المناطق الخاصة بإقامة ترمب في المنتجع، ومن المتوقع أن يقضي عطلة عيد الميلاد فيه، وهذا ما اعتبره ستامبو انتهاكًا لاتفاق الاستخدام. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق على شكوى ستامبو التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" لأول مرة، كما امتنع عمدة بلدة "بالم بيتش" ومتحدثة باسم "منظمة ترمب" عن الرد على رسائل البريد الإلكتروني التي طلبت تعليقهما على الشكوى. وقال جلين زيتز، المحامي المقيم في نيو جيرسي، والذي يساعد ستامبو ولا يتقاضى أجرًا من عائلة "ديموس"، إن بلدة "بالم بيتش" رفضت في الماضي تفعيل بنود معينة من الاتفاق تتعلق بالعديد من القضايا، بما في ذلك عدد الأيام التي قضاها الرئيس هناك خلال العام. وفي حالات أخرى، منحت البلدة ترمب بعض الاستثناءات بسبب مخاوف أمنية مشروعة، ومن ذلك إضافة مهبط لطائرات "مارين وان"، الذي ستتم إزالته بعد مغادرة الرئيس منصبه. وتابع زيتر: "أعتقد أنهم منحوه اعتبارات خاصة رأوها مناسبة بسبب وضعه كرئيس"، كما قال زيتز الذي قابل ترمب منذ عقود عندما كان يمثل عميلًا يمتلك عقارًا أراد مالك الكازينو آنذاك ضمه لتوسيع "أتلانتك سيتي". وكان ترمب سعى لبناء بعض الملحقات لاستخدام أعضاء النادي، على غرار مرفأ، وهو ما يحظره الاتفاق. وبعد فشل هذه الجهود بسبب رفض المسؤولين في البلدة، حاول ترمب مرة أخرى بناء المرفأ بدعوى أنه سيكون لاستخدامه الشخصي وزوجته الأولى، ولكنه لم يلبث أن سحب الطلب الثاني لبناء المرفأ بعد خروج اتفاق الاستخدام الذي تم إبرامه عام 1993 إلى العلن. ويأمل ستامبو بهذا الخطاب دفع المسؤولين في البلدة لتوضيح أن ترمب ينتهك شروط الاتفاق التي تسمح له بتحويل المنتجع الذي كان ملكًا لمارجوري ميرييذر بوست إلى مسكن خاص. ويحدد أحد بنود الاتفاق الذي نشرته صحيفة "ذا تايمز" مدة إقامة الأعضاء، وينص على عدم الإقامة ل"ثلاث فترات غير متتالية مدة كل منها 7 أيام" لأي عضو في العام الواحد. من المفترض أيضًا أن يقدم النادي كل عام شهادات تحت القسم إلى البلدة يؤكد فيها أن 50% من أعضائه على الأقل يعيشون أو يعملون في "بالم بيتش"، وأن النادي لا يوجد فيه أكثر من 500 عضو. بعض هذه التقارير لم يتم تقديمها، إضافة إلى ذلك شهد النادي طفرة في عدد الأعضاء الذين انضموا إليه في السنوات القليلة الماضية، وفقًا لسجلات عرضتها صحيفة "ذي تايمز"، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان هؤلاء الأعضاء الجدد قد حلوا محل أعضاء مغادرين.