قالت الدكتور أسماء الحسيني مدير تحرير الأهرام والمتخصصة فى الشؤون الإفريقية، إن زيارة رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان للقاهرة اليوم، تأتي فى توقيت مهم وفى خضم تطورات متلاحقة تشهدها الساحة السودانية تتطلب التشاور والتباحث مع مصر حول التطورات الجارية. وأوضحت "الحسيني"، فى تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، أن الزيارة ستشهد التشاور فى موضوعات حديث الساحة حاليًا، بداية من التوجه الأمريكي وما أبلغ به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونجرس برفع اسم السودان من قائمة العقوبات الأمريكية للدول الراعية للإرهاب وأيضا ما تم الإعلان عنه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وكلها أمور تلقي بتداعيات كبيرة على الساحة السياسية السودانية، مشيرة إلى أن السودانيين رحبوا بالقرار الأمريكي برفع اسم بلادهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب آملين أن يسهم هذا القرار فى أن يخرجهم من عزلتهم عن العالم التى دامت قرابة 20 عاما. وأضافت: بينما الأمر الثاني بالإعلان عن التطبيع مع إسرائيل ألقي بتداعيات خطيرة وانقسامات داخل المشهد السياسي السوداني بجماعات وأحزاب مع قرار التطبيع وأخري ضد الخطوة، وهناك أيضًا مناوشات كبيرة تنذر بمخاطر كبيرة إن لم يتم تداركها فى السودان. ولفتت "الحسيني" إلى أن مفاوضات سد النهضة بعد استئنافها اليوم ستلقى حيزا كبيرا من التشاور بين الجانبين المصري والسوداني والتى يأمل الجميع أنها تؤدي إلى حلول خصوصا أن موقف السودان قوى، لافتة إلى أن هناك استحداث أساليب جديدة و نهج جديد للتفاوض من شأنها التوصل إلى حلول تخرج المنطقة من التوتر. وأكدت "المتخصصة فى الشأن الإفريقي"، أن الزيارة لا تخلو من التشاور فيما يخص العلاقات الثنائية ودور مصر الكبير فى انتشال الخرطوم من كارثة السيول والفيضانات،، حيث أقامت مصر جسر جوى لإمداد السودان بكافة الإمدادات والتى وجدت صدى طيب داخل السودان، مشيرة إلى أن هناك خطوات كبيرة لاستكمال الربط البري ومشروعات يتم اطلاقها كمشروعات الربط الكهربائي والتي تسهم فى تغيير واقع السودان. وغادر رئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، الخرطوم متوجها إلى القاهرة، في زيارة رسمية، حسبما أفادت شبكة "العربية". وتأتي الزيارة في إطار التشاور الأخوي بين قيادتي البلدين حول الملفات ذات الاهتمام المشترك. وقال قنصل عام جمهورية مصر العربية في السودان، المستشار أحمد عدلي إمام، في تصريح خاص ل "العربية"، إن زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلى مصر تأتي في إطار التشاور الأخوي بين قيادتي البلدين، حول الملفات ذات الاهتمام المشترك. في سياق آخر، يعقد وزراء الخارجية والري فى مصر والسودان وإثيوبيا اجتماعا غدًا، الثلاثاء 27 أكتوبر الجاري برعاية الاتحاد الأفريقي، وسيكون الاجتماع لبحث سبل استئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة، وذلك بدعوة من دولة جنوب أفريقيا رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي. وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم يشمل قواعد أمان سد النهضة، وملئه في أوقات الجفاف، ونظام التشغيل، وآلية فض النزاعات. وتشارك مصر اليوم، في الاجتماع الذي دعت إليه دولة جنوب أفريقيا، لوزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا، بهدف إعادة إطلاق المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي.
