قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن ميلاد النبى الشريف؛ يمثل دورة حياة جديدة للإنسانية، فيها الربيع والنور وإحياء للحضارة وفق الأوامر الإلهية و القيم والأخلاق السامية، التى هى رأس كل خير فى الوجود، وأساس كل عمران فى الدنيا؛ فقد جعل الله- تعالى- نبيه الكريم على خلُق عظيم، وجعل شريعته الغراء ترشد الناس إلى التحلى بالأخلاق الفاضلة على قدر الاجتهاد والاستطاعة البشرية، فأصل هذه الشريعة يدور حول إكمال ما تحتاجه البشرية من فضائل الأخلاق ومكارمها فى نفوس أفرادها ومجتمعاتها. وأضاف المفتي أنه فى ذكرى المولد النبوى الشريف يتلألأ اسم سيدنا محمد- صل الله عليه وسلم- فى خواطر الجموع الغفيرة من أمته، وتعمر به قلوبهم، وتلهج بذكره والصلاة والسلام عليه ومدحه وقراءة شمائله وأخلاقه أفواههم وأرواحهم، فما أحوجنا إلى التأسي والاقتداء بهذا الرسول الأمين ذي الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم، مع الامتثال لشريعة الإسلام النقية من خلال التحلي بمكارم الأخلاق التى مظاهرها حسن التصرفات فى الأقوال والأعمال، والقيام بالواجبات، وأداء الحقوق تجاه الوطن والأهل والأسرة وسائر الأحوال، وما يترتب على ذلك من طيب السمعة وحسن الثناء، من أجل حياة كريمة وحرة وعفيفة بين الأمم. وأكمل: لذا كان دستور النبي "صلى الله عليه وسلم" القويم وقانونه المستقيم فى بناء شخصية الفرد والمجتمع، وترسيخ قواعد الحضارة والعمران هو الامتثال لقول الحق- سبحانه وتعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]، لما فيه من جوامع الأخلاق والقيم التى تجعل الإنسان ينزل منازل الأبرار ويلحق بمقاعد الصديقين والمصلحين من خلال التحلى بالخير والعمل والعمران، وحب الغير كحبه نفسه والتخلى عن الرذائل ومظاهر الشر والخراب، وفى ذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ» (سنن ابن ماجه).