أفادت تقارير صحفية ليبية أن شهر سبتمبر بات شهرًا حافلا بالتغيرات في ليبيا ، حيث يمكن أن تؤثر معظم هذه التغيرات بشكل إيجابي على مصير البلاد. وأوضحت الصحف الليبية أن أول هذه التغيرات هي استقالة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج والتي أعلن عنها لأول مرة في 15 سبتمبر ، هذا يعني أن الحكومة قد تتغير قريبًا في ليبيا وبالتالي ستتغير السياسة لا محالة. وأضافت الصحف الليبية ان الخبراء السياسيين يأملون أن البلاد تبتعد عن الحل العسكري للأزمة وأن تمضي في تسوية سياسية، بالإضافة إلى ذلك تم الإعلان عن استئناف إنتاج وتصدير النفط في ليبيا ، حيث وصل هذا الاتفاق بفضل موقف عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق ، الذي نجح في إنشاء منصة فعالة للمفاوضات وتمكن على الفور من التوصل إلى اتفاق مع سياسيي الإقليم الشرقي الليبي. وأشارت الصحف الليبية الى أنه في الوقت نفسه خلال المفاوضات تم الاتفاق على تشكيل لجنة لمراقبة الحل العادل للقضايا المتنازع عليها بين إقليمي ليبيا الرئيسيين وتم إطلاق آلية لتعديل سعر صرف الدينار الليبي ، بما في ذلك تسوية سعر الصرف في جميع أنحاء ليبيا وفتح نظام الدفوعات الوطنية بين البنوك في جميع أنحاء ليبيا. كل هذا أصبح ممكنا بفضل الحوار الليبي بين نائب رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق وممثلي مجلس النواب في طبرق. وأوضحت الصحف الليبية، أنه من المتوقع أن تكون هذه التغييرات قادرة على قيادة ليبيا إلى بر السلام ، لكن وحتى هذه اللحظة قطعت البلاد طريقا طويلًا، حيث منذ عام 2011 عندما أنهى التحالف الدولي حكم العقيد الراحل معمر القذافي في ليبيا ، تم تقسيم البلاد إلى عدة مناطق وأضحت خارجة عن سيطرة قيادة البلاد وتم تدمير اقتصاد البلاد وسياستها الاجتماعية واندلعت الصراعات المسلحة بفضل انتشار التنظيمات الإرهابية في البلاد. وأفادت الصحف الليبية ، أن الوضع الاقتصادي السيئ أدى إلى زيادة الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، حيث طالب معظم المتظاهرين بتحسين مستوى المعيشة ، وحل مشاكل إمدادات المياه والكهرباء وعبروا عن معارضتهم للفوضى السياسية والفساد المنتشر في الدوائر الحكومية لحكومة الوفاق الوطني ، كما أثر الفساد غير المسبوق سلبا على البلاد وبدوره أعاق إنشاء عملية السلام والوصول بالبلاد الى بر الأمان. ويذكر أنه في ربيع عام 2019 ، أعلن المشير خليفة حفتر عن بدء عملية الكرامة الهادفة لتحرير طرابلس ، حيث كانت توجد معسكرات للإرهابيين والمرتزقة تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني ، وبعد تكبّد حكومة الوفاق خسائر فادحة ، لجأ السراج إلى تركيا طالبا المساعدة وهو ما رد عليه رجب طيب أردوغان بالموافقة الكاملة ، وبعد التدخل التركي في ليبيا صرح الرئيس الفرنسي بأن تركيا لم تعد شريكة لفرنسا. وفي يناير عام 2020 أعلنت القبائل الليبية عن إغلاقها للموانئ النفطية ، فقد كانت هذه خطوة من أهم الخطوات الهامة للبلاد. وتم إغلاق الموانئ النفطية بسبب احتجاج الشعب الذي لم يرغب أن تذهب عائدات النفط لدفع رواتب المرتزقة الأجانب الذين استعانت بهم حكومة الوفاق في حربها ضد الجيش الوطني الليبي. على سبيل المثال ، قبل إيقاف تصدير النفط ، كان يتم تحويل الدولار المتحصل عليه من بيع النفط الليبي إلى الدينار بسعر 1.4 دينار مقابل كل دولار، في حين كان سعر الصرف في السوق السوداء يتراوح بين 6.8 إلى 7 دينارات لكل دولار. وبسبب بيع النفط بسعر صرف 1.4 دينار مقابل كل دولار لم تتم تغطية كافة احتياجات الميزانية الليبية. وفي الوقت الحالي ، الهدنة مستمرة في ليبيا والمفاوضات السياسية تحل مكان الاشتباكات ، وخير مثال على ذلك هو الحوار الليبي الداخلي الذي نظمه أحمد معيتيق مع مجلس النواب في طبرق. والأهم أن هذه الخطوات اتخذها السياسيون الليبيون بمفردهم ولم يفرضها أي تدخل خارجي والآن مصير ليبيا يعتمد على كيفية تطور الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة سابقا فقط.