كيف تؤثر وفاة القاضية روث بادر جينسبرج على معركة الرئاسة الأمريكية؟

تلوح في الأفق، معركة جديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين؛ في أعقاب وفاة قاضية المحكمة العليا الأمريكية، روث بادر جينسبرج، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد معركة طويلة مع مرض سرطان البنكرياس.
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، يؤثر وفاة القاضية- التي لعبت دورا كبيرا في الدفاع عن حقوق المرأة- على حملة الانتخابات الرئاسية للمرشحين دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن، في وقت يستعد فيه الأمريكيين للإدلاء بأصواتهم.
وتقول في تقريرها إن وفاة جينسبرج يضيف زاوية أخرى خلافية بين ترامب ومنافسه بايدن، في ظل توقعات بمسارعة ترامب لتعيين خليفة لها.
ويهدف الجمهوريون لتأمين غالبية مريحة في المحكمة التي يكون لها الكلمة الفاصلة في كثير من القضايا الإشكالية والحساسة مثل الإجهاض والإعدام واقتناء السلاح وغيرها.
وبينما وحدت وفاة القاضية الأمريكية، المعسكرين؛ حيث نعى كل منهما المفكرة القانونية الرائدة في مجال حقوق المرأة، إلا أن كلا الحزبين يحاولان انتهاز الفرصة للحصول على ميزة في الانتخابات.
وتحسبا لاحتمال خسارة البيت الأبيض ومجلس الشيوخ؛ يعتبر بعض الجمهوريون، المنصب الشاغر في المحكمة العليا؛ إحدى السبل القليلة المتبقية لترامب، لحشد شبكة من المؤيدين والحلفاء، خارج نطاق أنصاره المقربين، خاصة في تلك الضواحي التي تغيب عن الحزب منذ سنوات.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الاستراتيجي الجمهوري المخضرم أليكس كونانت، إن ترامب عليه استغلال الأمر سياسيا، موضحا أن بايدن يريد أن تكون الانتخابات "استفتاء على شخص ترامب"، لكن الآن سيكون استفتاء على من يرشحه للمحكمة العليا.
ويعتقد الجمهوريون المقربون من دوائر صنع القرار في البيت الأبيض، أن ترامب، سيقوم بترشيح امرأة للمنصب الشاغر، لتحدث توازنا، نوعا ما، ضد منافسه الديمقراطي بايدن، الذي اختار كامالا هاريس، لمنصب نائب الرئيس والتي ستكون أول سيدة تشغل المنصب.
كما تعهد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريين بإجراء تصويت سريع على من يرشحه ترامب، لكنه قد يواجه انقساما محتملا بين المشرعين.
في المقابل، ينظر الديمقراطيون بتفاؤل لشغور المنصب وجر معركة الانتخابات إلى حلقة جديدة بعدما كانت تتركز في معظمها حول أزمة وباء كورونا.
ويقول الخبير الاستراتيجي الديمقراطي بيل بيرتون إن الآثار المترتبة على الصراع في مجلس الشيوخ ستكون مقلقة.
بدوره، صرح جو بايدن الذي تعهد بالفعل بتعيين أول امرأة سوداء في المحكمة العليا بأنه يجب الانتظار إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد، ومن ثم يختار الرئيس قاض ليصوت عليه مجلس الشيوخ.
فيما يعترف بعض الديمقراطيين بأن المعركة حول المنصب الشاغر في المحكمة العليا قد تصرف الانتباه بعيدا عن أزمة كورونا التي كانت عنصرا مركزيا في حملة بايدن، ومنطلقا لهجومها على سياسات إدارة ترامب.
وأشاد الرئيس دونالد ترامب- في وقت سابق- ب"الحياة الرائعة" التي قادتها جينسبرج ، بعد إبلاغه بنبأ وفاتها من قبل الصحفيين.