ما كان أحد من العاملين بمرفأ بيروت عام 2014 يدري أن شحنة مصادرة ومخزنة في مستودعات المرفأ ستنشر الموت والدمار في المدينة بعد 6 سنوات. أوردت قناة "روسيا اليوم" قصة مصدر شحنة نترات الأمونيوم التي تسبب في الكارثة بمرفأ بيروت، وفي الانفجار الرهيب الذي شوه معالم المدينة ووصل صداه إلى جزيرة قبرص. اقرأ أيضًا | كارثة جديدة في لبنان.. تحذير من انفجار مماثل لمرفأ بيروت وبحسب الرواية المستقاة من وسائل إعلام دولية، وصلت شحنة نترات الأمونيوم إلى مستودعات مرفأ بيروت على متن سفينة تدعى روسوس "Rhosus" كانت ترفع علم مولدوفا وعلى متنها 2750 طنا من نترات الأمونيوم. وأوضحت القناة أن السفينة "Rhosus" انطلقت في 23 سبتمبر 2013 من ميناء باتومي في جورجيا متوجهة بالشحنة إلى موزمبيق، ووصلت إلى مرفأ بيروت، حيث خضعت لفحص فني من قبل سلطات المرفأ، وقيل إن الخبراء اكتشفوا عيوبا كبيرة بالسفينة وقرروا منعها من مواصلة رحلتها. وقيل إن معظم طاقم سفينة الشحن عادوا إلى بلدانهم، وأجبر القبطان و3 من أفراد الطاقم على البقاء على متنها. ولم يتسن حل مشكلة السفينة بعد أن فشلت جميع محاولات الاتصال بمالكها. كما أشير إلى أن لوائح الهجرة اللبنانية زادت الأمر تعقيدا، بمنعها أفراد طاقم السفينة من الدخول لى البلاد. علاوة على هذه المشكلة، وعدم تزويد السفينة بالإمدادات أو المؤن، تحول الوضع على متنها إلى "قضية إنسانية"، فشلت الجهود الدبلوماسية ذاتها في حلها. وبنهاية المطاف، اتصل أفراد الطاقم المتبقين بقانونيين متخصصين، دفعوا بأن حياة البحارة مهددة بعد أن تقطعت بهم السبل، علاوة على طبيعة شحنة السفينة الخطرة. وتكللت المحاولة بالنجاح وأصدر قاض أمرا طارئا، بعده بوقت قصير غادر البحارة بيروت. وتواصل عقب ذلك صمت مالك السفينة، وتُركت مسؤولية الشحنة شديدة الانفجار على عاتق السلطات في مرفأ بيروت. ويرجح أن تكون إشكاليات قانونية قد حالت دون بيع شحنة نترات الأمونيوم في المزاد العلني، باعتبارها السبيل الوحيد للتخلص من تبعاتها الخطرة. وهكذا جرى وفق هذه الرواية نقل أطنان هذه المادة القابلة للانفجار، في وقت ما بين يوليو 2014 وأكتوبر 2015 إلى مستودع بمرفأ بيروت، وبقيت هناك إلى أن وقع الانفجار الكبير مساء الثلاثاء الماضي. وقالت ممثلة المنظمة الخيرية "صندوق مساعدة البحارة"، سفيتلانا فابريكانت، أن طاقمًا أوكرانيًا نقل شحنة نترات الأمونيوم التي صودرت في بيروت من السفينة "Rhosus". وأفادت فابريكانت بأن سفينة الشحن تلك كانت مملوكة لرجل أعمال روسي يدعى، إيجور جريتشوشكين، وكان قبطانها أيضا روسيًا، إضافة إلى طاقم من سبعة أوكرانيين. وصرّحت المتحدثة باسم المنظمة الخيرية بأن السفينة "Rhosus"، غادرت ميناء باتومي (جورجيا) في عام 2013 محملة بشحنة من نترات الأمونيوم، متوجهة إلى موزمبيق، إلا أنها اضطرت، بسبب مشاكل فنية، إلى الدخول إلى مرفأ بيروت. وإثر ذلك، أفرجت السلطات اللبنانية عن أربعة من أفراد الطاقم الصغار من السفينة، فيما بقي القبطان على متنها لمدة 11 شهرا. ونقلت السيدة فابريكانت عن صحيفة "أوكرانيا" قولها إن أفراد الطاقم المتبقين "عاشوا على ظهر السفينة المتوقفة من دون مصدر للدخل، ومن دون طعام ولا مساندة، وكانوا مجبرين على العيش في ظروف غاية في الصعوبة، وعلى حراسة السفينة وحمولتها. كما أن صاحب الشحنة في موزمبيق رفض البحث عن سفينة أخرى". ولاحقا استلم أفراد الطاقم وثائقهم وتمكنوا من العودة إلى بيوتهم، وجرى حجز الشحنة كضمان لمستحقات الميناء، في حين أن السفينة نفسها غرقت منذ عامين. وكان الانفجار الضخم الذي هز بيروت يوم 4 أغسطس، قد تسبب في مقتل 137 شخصا، وإصابة نحو 5 آلاف آخرين، فيما فقد 300 ألف شخص منازلهم، ناهيك عن الخسائر المادية الفادحة.