من سوريا إلى ليبيا، ثم العراق. آخر الأراضي التي يستثمر فيها النظام التركي إرهابه، حيث يستمر في الانتهاكات والاستفزازات المتواصلة بشن هجمات داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان. شنت تركيا غارات جوية مؤخرا استهدفت قرية ومرتفعات جبلية في إقليم كردستان، حيث أكدت التقارير أن القصف الجوي التركي استهدف وادي باجواني بمحافظة دهوك، كما استهدفت المقاتلات قرية ستفلاني ب3 صواريخ. اقرأ أيضا: الخارجية تدين الانتهاكات التركية المستمرة للسيادة العراقية ونقلت شبكة "سكاي نيوز عربية"، عن مراسلها، إن القوات التركية أقامت حتى الآن 24 مركزا عسكريا على قمم السلاسل الجبلية في شمال العراق. فيما أدان المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أي عمليات عسكرية أحادية الجانب داخل الأراضي العراقية، والتي تطال مدنيين وتتسم بالاستفزاز. وأكد الصحاف لشبكة "سكاي نيوز عربية"، أن العراق يبحث التوجه لمجلس الأمن الدولي لوقف العمليات التركية العدائية، وأضاف أنه يبحث طلب اجتماع عربي عاجل لبحث العمليات العسكرية التركية في العراق. ولفت إلى سعي العراق للتوصل لحل سياسي مع تركيا لوقف عملياتها العسكرية أحادية الجانب على الأراضي العراقية، كما استدعت وزارة الخارجية السفير التركي مرتين وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية تلك الانتهاكات. كما كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، عن احتمالية لجوء بلاده إلى استخدام السلاح الاقتصادي والتجاري لإجبار تركيا على إيقاف هجماتها العسكرية في إقليم كردستان العراق. وخلال مقابلة مع شبكة "رووداو" الإعلامية، أكد وجود "تواصل بين قيادة العمليات المشتركة وسلطة الإقليم، بشأن كيفية تنسيق الموقف الأمني. ولفت إلى أن هناك مصالح بين العراقوتركيا سيتم وضعها في دائرة التقييم العاجل ومنها الميزان التجاري بين البلدين والذي يعتبر لصالح أنقرة بقيمة أكثر من 16 مليار دولار سنويا، وهناك مئات الشركات التجارية والاقتصادية التركية العاملة في بغداد. وأكد ضرورة إجراء مضمون للحلول السياسية لتجاوز هذا التصعيد العسكري أحادي الجانب والذي لن يكون مؤكدا لعلاقات مستقرة بين البلدين. من جانبها، أدانت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية استمرار الانتهاكات التركية للسيادة العراقية متسترة بدعاوى الأمن القومي الواهية، مؤكدة أن استمرار هذا النهج المرفوض من شأنه تقويض الأمن والسلم الإقليمي، إذ يتبدى من تكرار مثل هذه الممارسات العدوانية حقيقة الواقع الذي تنتوي تركيا فرضه على الجميع، وهو ما يثبت ما دفعت به مصر مرارًا من كون تركيا مصدرًا رئيسًا من مصادر عدم الاستقرار في المنطقة. وأكدت مصر تضامنها الكامل مع العراق شعبًا وحكومةً في مواجهة هذه الممارسات الاستفزازية، داعية كافة الأطراف إلى احترام السيادة العراقية فعلًا وقولًا، والنأي به عن أي تجاذبات إقليمية ضارة تقوض من المصالح العليا للشعب العراقي الشقيق الذي يستحق وطنًا آمنًا مزدهرًا. وتقصف تركيا منذ 21 يونيو بكثافة مناطق حدودية في إقليم كردستان بزعم إنها تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني المناهض لأنقرة. بدورها ذكرت قناة "العربية" أن تركيا أقامت 12 نقطة على الأقل داخل العراق، فيما أشارت وسائل إعلامية إلى أن العراق يقيم نقاطا حدودية لمنع توغل القوات التركية. وأدت الهجمات إلى خسائر بشرية ومادية في القرى الحدودية داخل إقليم كردستان، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة من العراق وعدد من الدول العربية.