قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر لن تقف صامتة حال أي تعد على حدودها الغربية، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه رسائل شديدة اللهجة في هذا الصدد، مضيفا: "الرئيس السيسي لفت نظري باستخدامه لفظ مصر تحذر وتنذر وتتابع التطورات الميدانية في ليبيا، وهذا يؤكد أننا في استيعاب كامل على الحدود الغربية، وأنه في حالة أي تعد على الحدودها لن نقف صامتين". وأضاف حسين هريدي، خلال حواره بصدي البلاد خلال تغطية خاصة عن رؤية الرئيس السيسي للقضايا الدولية وعلاقات مصر الخارجية، تقديم الإعلامية رشا مجدي، أن مصر هي القوة العربية الوحيدة التي تستطيع أن تحيد التدخل التركي في الشأن العربي، لأن التدخل التركي له أبعاد متعددة أبرزها ما يسمى بالتدخل العثماني الجديد، ومصر هي الوحيدة التي تستطيع أن تقف أمام هذه التوسعية التركية". وأوضح أن الدبلوماسية المصرية بذلت جهودا دولية كبيرة بعد ثورة 30 يونيو، وأن «حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماع الأممالمتحدة عام 2015 كان نقطة تحول بعد ثورة 30 يونيو وشهد الصورة الناضجة للسياسية الخارجية المصرية». ولفت إلى أن «السياسة الخارجية المصرية شهدت تغيرات جوهرية بعد حكم جماعة الإخوان الإرهابية»، مشيرا إلى أن مصر استطاعت تمارس دورها في الشرق الأوسط بهدوء بعيدا عن الخطابات الرنانة، وأن «القوى العربية والدولية تدرك أن مصر رمانة الميزان وأحد أعمدة الاستقرار في الشرق الأوسط». وأشار إلى أن مصر عاشت فترة صعبة للغاية في الفترة من 2013 وحتى 2014، عقب ثورة 30 يونيو التي سقط فيها حكم الإخوان، و"أن الفترة من 2013 وحتى 2014 كانت عصيبة جدًا في تاريخ مصر، وتعرضت البلد لضغوط هائلة لإفشال وإجهاض ثورة 30 يونيو والعودة لما قبلها، لتثبيت دعائم حكم الجماعة الإرهابية في مصر." وتابع: لا يمكن التحدث عن الديمقراطية مع جماعة دينية ترفض الآخرين سواء سياسيًا أو دينيًا أو غيرها، والإخوان لا علاقة لهم بالديمقراطية على الإطلاق، وما حدث في ال6 سنوات الماضية يؤكد مدى النجاحات والمشوار الذي قطعته مصر في النظام الدولي والإفريقي وتعرضنا لضغوط رهيبة من جهات متعددة ولكن مصر صمدت، إلى أن تم انتخاب الرئيس السيسي، ومن وقتها قطعت السياسة الخارجية شوطًا كبيرًا على الرغم من الضغوط التي نتعرض لها. وواصل هريدي: ال6 سنوات الماضية استطعنا من خلالها أن نقف على أقدامنا مرة أخرى، وأن يكون لمصر صوتًا مسموعًا في المحافل الدولية، وهذا ما رأيناه بالفعل، حيث قام الرئيس السيسي بزيارة دول لم يسبق أن زارها رئيس آخر، وكانت تجارب في غاية الأهمية، لتنقل مصر عنهم ما يناسبها من إصلاحات إدارية وغيرها وفي مجال التعليم أيضًا.