أولت الدولة الفاطمية منذ دخولها مصر اهتماما خاصا للاحتفال بشهر رمضان المبارك وليالي المناسبات الدينية، وكان الخليفة يتمتع بممارسة طقوس خاصة في ليالي رمضان والمناسبات الدينية، وبدأت طقوس هذه الاحتفالات على يد أول خليفة فاطمي وهو المعز لدين الله الفاطمي وتوالت بتوالي الخلفاء الفاطميين. روى ابن المأمون مراسم سحور وفطار الخليفة الفاطمي، فقد كان يجلس الخليفة في الروشن إلى وقت السحور، والمقرئون يجلسون تحته، يقرأون القرآن بصوت عذب، ثم يحضر بعدهم المؤذنون والذين أخذوا في التكبير، وذكر فضائل السحور ويختموا جلستهم بالدعاء وذكر فضائل شهر رمضان المبارك. اعتاد المقرئون مدح الخليفة والغناء الصوفي، وبحسب ما ذكر المأمون قام كل من الجماعة للرقص حتى اقترب موعد السحور، ثم حضر بين يدي الخليفة الكثير من الطعام الذي أمر بتوزيعه على كل الموجودين، وكان بها القطائف والحلوى وملأ الحضور حجورهم بها. اقرأ أيضا| ثريا من الفضة ومسك للمساجد.. كيف احتفلت الدولة الفاطمية بشهر رمضان في مصر وجلس الخليفة في المكان الذي كان موجود به لتناول كل فطور، وأمامه المائدة ممتلئة بأصناف مختلفة من الطعام، وحضر الموجودين، وكان أشهر الأطعمة للتقديم هي القطايف ومن المعتقد أنها انطلقت من الدولة الفاطمية لتصبح عادة رمضانية وكان يحرص المقرئون والعاملون على أخذ قطع منها لأسرهم ليتذوقوها. حين يحين موعد الإفطار كان يتجه الخليفة الفاطمي إلى مكان السماط الرمضاني، وكان السماط - وهو مكان للأكل - يقع في قاعة الذهب بالقصر الشرقي الكبير في ليالي رمضان، وكان يتواجد الخليفة فيه أيضا في العيدين وليالي الوقود الأربعة والمولد النبوي وخمسة موالد أخرى (الحسين، السيدة فاطمة، الإمام علي، الحس، الإمام الحاضر)، بالإضافة إلى سماط الحزن في يوم عاشوراء. ويقول المؤرخ ابن الطوير عن سماط ليالي رمضان: "فإذا كان اليوم الرابع من شهر رمضان، رتب عمل السماط كل ليلة بقاعة الذهب إلى السادس والعشرين منه، ويستدعي له قاضي القضاة ليالي الجمع توقيرا له ولا يحرمونهم الإفطار مع أولادهم وأهاليهم، ويحضرو الوزير فيجلس صدر السماط". وكانت مائة الإفطار للخليفة تضم أصناف مختلفة من المأكولات والتي كانت تمتد من الرواق إلى ثلثي القاعة والعاملون والفراشون يظلوا واقفين لخدمة الحضور وإحضار الماء لهم.