لمعظم فترات حياتها التي تقترب من المائة كانت ميانكا ديسبرو تحاول معرفة ماذا حدث لابنتها التي عرضتها للتبني منذ 77 عاما عندما تعرضت للاغتصاب .فمنذ ان اجبرت ميانكا علي التخلي علي الطفلة و هي تفكر بها يوميا و كانت قد احتفظت بصورة فوتغرافية من الابيض و الاسود للطفلة عند ولادتها و هي موضوعة في سلة صغيرة و ملفوفة بالبطانيات . و كانت ميانكا و هي ابنة لمهاجر هولندي قد تعلمت في المنزل و قضت معظم اوقاتها في المزرعة التي تمتلكها عائلته في جنوب داكوتا الامريكية ، و في احد ايام صيف عام 1982 تعرض ميانكا و هي في عمر 17 عاما و احدي صديقاتها للخطف و الاغتصاب و بعد عدة اشهر لاحظت تغيرا في جسدها و لم تدرك انها حامل . و عندما اخبرت والدتها بما حدث ارسلتها لاحد المنازل المسيحية اللوثرية التي تهتم بالفتيات المراهقات الحوامل و توفر منازل لاطفالهم بعد الولادة . و ظلت ميانكا تفكر في الطفلة خاصة في يوم ميلادها و تتمني ان تتصل بها حيث حاولت متابعة اخبارها من المنزل الذي مكثت فيه دون فائدة . و مع ذلك استمرت ميانكا في حياتها حيث تزوجت و انجبت طفلين و عملت كخياطة و بائعة في محل و مديرة لمطعم مدرسة ،و مع ذلك ارسلت عشرات الرسائل لوكالات التبني في محاولة للتعرف علي مصير طفلتها دون ان تصل لنتيجة ، حتي جاءها اتصال تليفوني من حفيدها البالغ من العمر 54 عاما و الذي بدأ يسأل ميانكا عن خلفيتها و تاريخها مما اثار ذعرها و لكنها لم تصدق انه حفيدها و ان ابنتها علي قيد الحياة. و كانت روث لي ابنة بيانكا قد مضت قدما في حياتها و تزوجت و انجبت 6 ابناء منهم مارك لي الذي بدأ في البحث عن جدته عندما سأله الطبيب عن تاريخ عائلته الطبي بسبب اصابته بامراض في القلب ، و تم تدبير لقاء لبيانكا مع ابنتها و حفيدها الذي يعمل كرائد فضاء في كاليفورنيا و حسب وصف مارك فان لحظة لقاء الام بابنتها كانت فوق الوصف فبالاضافة للشبه الواضح بينهم فانهم عانقوا بعضهم البعض و ظلو ممسكين بايدي بعضهم حتي نهاية اللقاء . و بدأت بيانكا التي حتي الان لا تصدق ما حدث في مشاركة قصتها مع افراد العائلة و اعضاء كنيستها و هي تقول اعتقد انني احلم و اخاف من الاستيقاظ.