لم يكن محببا إلى قلوب المسلمين حول العالم هذا المشهد الذي تبدو فيه الكعبة المشرفة وحيدة في صحن الطواف بالمسجد الحرام، دونما أي طائفين أو عاكفين في شهر رمضان المعظم ومن قبله رجب وشعبان. الظرف الشديد الذي يمر به العالم، والخوف من انتشار فيروس كورونا هو ما دفع السلطات في السعودية إلى اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي المؤلم، بمنع الصلاة في حرمين وحظر الطواف كوسيلة للحفاظ على أرواح قاصدي البيت الحرامن والحفاظ على مكة من أن تتحول إلى بؤرة للوباء بسبب كثرة زوارها وتتابع الوفود إليها من كل انحاء العالم على مدار السنة. موقف الحج هذا العام وانتاب المسلمين في جميع أرجاء العالم قلقا يتزايد مع اقتراب موسم الحج، خوفا من تأثيرات فيروس كورونا على مناسك الحج، أو الاتجاه إلى اختصار العدد، وهو ما لم يبد واضحا حتى الآن في ظل الظروف الحالية. لكن اليوم، حمل بعض البشائر بشأن عودة الطواف حول الكعبة والصلاة في المسجد الحرام، من خلال بعض التصريحات، وهي ما تشبث بها الكثيرون واستبشروا خيرا بعودة مكة إلى رونقها الروحاني وشعائرها المقدسة. الصحف السعودية تزف البشرى نقلت الصحافة السعودية اليوم، الأربعاء، عن الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بعض التصريحات التي أكد فيها أن الأمور ستعود إلى طبيعتها خلال أيام. وقال السديس، في مقطع فيديو بثه الحساب الرسمي لشئون الحرمين على "سناب شات": "أبشر واطمئن إنها إن شاء الله أيام وتنكشف الغمة عن هذه الأمة ونعود للصلاة في الحرمين والصلاة في الروضة الشريفة، والسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتعود الأمور كما كانت". ردود أفعال على فيديو السديسي استقبل المسلمون حول العالم الفيديو الذي بثه الشيخ السديسي بالتهليل والحمد، بينما قلل آخرون من أهمية الأمر بزعم أنه يبشر من باب الدعاء والتمني فقط، لكن بشرى السديس حظيت باهتمام كبير وتداول واسع على منصات السوشيال ميديا. قال أحدهم معلقا على الفيديو: "يا رب بشراك يا رب العالمين"، وتساءل آخر: "هل يقصد بتلك البشرى وعودة الطواف العالم كله ولا أهل السعودية فقط، بينما علق أحدهم: "الفيديو ليس موضحا فيه أي قرارات وهناك استغلال لشوق المسلمين من خلال العناوين المتداولة، لأن الجميع يعلم أن لا طواف إلا بعد زوال الوباء"، فيما رد عليه متابع: "استبشر خيرا بإذن الله".