أعلنت إسبانيا يوم السبت نيتها في مد فترة الإغلاق العام بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 الممتدة منذ 5 أسابيع إلى الشهر المقبل على الأقل، محذرة من أن شهر مايو سيكون مجرد بداية لانتقال بطئ نحو عودة الحياة إلى طبيعتها بعد الحجر الصحي. وفي خطاب متلفز مساء السبت، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه سيطلب من البرلمان تمديد حالة التأهب (الطوارئ) لمدة أسبوعين بموجب النظام القانوني الاستثنائي الذي يدعم عملية الإغلاق. لكنه أضاف أن حكومته تخطط لتخفيف طفيف في إجراءات الإغلاق في بلاده، التي تعد أحد أكثر نظم الغلاق في العالم صرامة للسماح للأطفال بالخروج من منازلهم قبل نهاية هذا الشهر. في الوقت الحالي ، تنتهي حالة التأهب ، التي تمنح الحكومة سلطات واسعة، في 26 أبريل. سوف يكون التمديد لمدة أسبوعين حتى 9 مايو المقبل على الأقل. وقال سانشيز:"في شهر مايو، سنبدأ في اتخاذ الخطوات الأولى نحو الوضع الطبيعي الجديد"، محذرًا من أن الانتقال نحو حياة ما بعد الإغلاق سيكون بطيئًا وخطوة بخطوة. وتعد إسبانيا واحدة من أكثر دول العالم تضررا من وباء فيروس كورونا، حيث تجاوز عدد وفيات كورونا في إسبانيا أمس السبت حاجز ال20 ألف حالة وفاة. وقال سانشيز إنه في حين أن إسبانيا تمكنت من خفض معدل انتقال الفيروس فإنه "لا تزال هذه الإنجازات غير كافية. وهشة قبل كل شئ..لا يمكننا تعريض حياة الناس للخطر بقرارات متسرعة". تراجعت الزيادة اليومية في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في إسبانيا من 30% وما فوق بالشهر الماضي إلى حوالي 2 إلى 3% هذا الشهر، في حين انخفض عدد الوفيات من ذروة بلغت 950 في 2 أبريل إلى ما بين 500 و 600 في اليوم على مدى الأسبوع الماضي. وقال رئيس الوزراء الإسباني إن الإغلاق سينتهي فقط عندما يتم استيفاء معايير منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بالسيطرة على الوباء وتتبعه،ويمكن تشديده إذا انفجر الفيروس مرة أخرى. لكنه أضاف أنه بعد التشاور مع الخبراء بما في ذلك علماء النفس، سيقترح أنه لن يكون هناك حاجة للأطفال اعتبارًا من 27 أبريل للبقاء في المنزل، مشيرًا إلى أن حركتهم تقتصر حاليًا داخل شقق تبلغ مساحتها في بعض الأحيان 40 مترًا مربعًا أو أقل. وحذر من أن الأطفال لن يتمكنوا من الذهاب إلى الشارع إلا لفترة محدودة كل يوم وسيحتاجون إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب انتشار فيروس كورونا. وأشار سانشيز إلى أن صندوق النقد الدولي كان قد توقع أن إسبانيا ستتحمل هذا العام أسوأ أداء اقتصادي لها منذ الحرب الأهلية 1936-1939 بانخفاض بنسبة 8% في الناتج المحلي الإجمالي، وقال:"عندما نخرج مرة أخرى إلى الشوارع و يبدأ الإغلاق في الانتهاء، سنجد الفوضى التي تخلفها حرب لكن بدون قنابل". ودعا إلى تضامن من قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل لمناقشة القضية الخلافية للصندوق الأوروبي لمعالجة الدمار الاقتصادي الذي أحدثه الوباء، وهو موضوع أثار توترات بين الشمال والجنوب. وقال في إشارة إلى الإرث المرير للأزمة المالية "سيكون من غير المبرر أن تكرر أوروبا أخطاء الماضي. ينبغي ألا تسمح أوروبا لذئاب الشعبوية المعادية لأوروبا بالاستفادة من هذه الأزمة لنشر رسالة الكراهية".