ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية اليوم الخميس أنه يتوقع من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ قرار حول استراتيجية الخروج من أزمة كورونا في الفترة القريبة القادمة، وفي الجيش الإسرائيلي استعدوا لذلك بشكل داخلي وبدأوا بالتطبيق، بما يمكن رؤيته كمثال للخروج من الأزمة في الحياة المدنية بقيامهم بتسريح انتقائي وتحت الإشراف لألاف الجنود الذين خرجوا لإجازة عيد الفصح، الجيش الإسرائيلي هو أول من طبق الطريقة التي يتوقع أن تمضي فيها الدولة في وقت لاحق، استمرار روتين الطوارئ إلى جانب تسهيلات محدودة. وتم لأول مرة منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا في إسرائيل تسريح جنود من وحدة سفن الصواريخ، ولقد كان هناك مئات الجنود محاصرون في سفنهم في الأسابيع الماضية، حتى عندما كانت السفن ترسو في ميناء "حيفا" منعت جهات خارجية من الصعود إليها لمنع انتشار العدوى على هذه القطعة البحرية الحساسة. وينضم هؤلاء الجنود إلى ألاف الجنود الذين تم تسريحهم بمناسبة عيد الفصح، بشكل أو بأخر الجنود الذين خرجوا لإجازة العيد مطلوب منهم الاستماع لتعليمات وزارة الصحة.
على أساس دراسات دولية حديثة وحسب المقارنة بنماذج خروج النمسا وألمانيا يقدرون في الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل توجد الآن في نهاية المرحلة الأولى من استراتيجية الخروج، ومرحلة كبح الفايروس وهي المرحلة القادمة حسب تقديرات الجيش ستكون المرحلة الأصعب، وهي مرحلة العيش في وجود الفايروس طوال عدة أشهر والتي يمكن أن يحدث فيها عدة تفشيات محلية للفيروس، والمرحلة الثانية والتي هي الانتعاش والاستقرار ستصل فقط عندما يتم إيجاد حلًا سريريًا لفيروس كورونا قبل إيجاد علاج أو لقاح.
ويدرسون في الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة الآن كيفية مواجهة تحديات فيروس، والدروس المستفادة يوميًا ستساعد في السيطرة على حالات تفشي مستقبلية للفايروس إذا ما حدثت، مع عودة الاقتصاد إلى طبيعته، المرحلة الثالثة بعد إيجاد العلاج أو اللقاح سيكون له صلة غير مباشرة بالجيش بالذات من ناحية الميزانية.
وفي الجيش الإسرائيلي يرون ثلاثة أُسس ستسمح بالانتقال من مرحلة الكبح إلى مرحلة العيش في ظل وجود الفايروس: الأول القيود والتصاريح وفقًا لنهج التفاضل، مثل العزل وتقديم المساعدات لطبقات السكان المعرضة للخطر وإلى جانب ذلك أيضًا فرض إغلاق على بلدات وأحياء يتجدد أو يستمر فيها المرض، والأساس الثاني مثلما يرون في الجيش هو القيادة والسيطرة واتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة إلى جانب الاستجابة اللوجستية المُتاحة، وأما الأساس الثالث هو الإعلام الموثوق والفعال الذي يتخطى القطاعات والذي يزرع أيضًا الأمل والثقة.
الجيش الإسرائيلي يدير أزمة كورونا من خلال مراقبة ذاتية دائمة (إجراء 550 عملية فحص يوميًا في مختبرات الجيش) وتنفيذ صارم للإجراءات، ولكنه أيضًا يدير المخاطر لكى يفى بمهام الدفاع عن الدولة، بعض الأحيان في حالات مُعينة تظهر معضلات بخصوص المواطنين والاقتصاد.
في الجيش الإسرائيلي فهموا الضبابية حول المعركة الاقتصادية التي تهدد والتي تنتظر المنظومة الأمنية خلف الزاوية في أعقاب الأزمة الاقتصادية الهائلة التي ستواجهها الدولة، إن تكلفة استدعاء 22 كتيبة احتياط قد تصل إلى عشرات ملايين الشواكل، بالذات بسبب الثمن أو التكلفة المتوسطة لكل يوم احتياط يخدمه الجندي.