حالة من السعادة والراحة النفسية تنتابك بمجرد النظر إلى عيون رحمة، فهي تمتلك نفسا نقية وخالية من أحقاد الدنيا التى نجدها فى غيرهم من الأشخاص، تلك الحالة التى تدفعك لدخول قلبك بسهولة دون استئذان. "ملائكة الله على الأرض" ذلك الوصف الذى يطلق على الأطفال بشكل عام، الأمر ذاته نجده مع أطفال متلازمة "داون" ولكن بدرجة أكبر، حيث حباهم الله بطبع ملائكى يجعلك تشعر بمجرد التعامل معهم أن الحياة مليئة بجمال من نوع خاص. يقول عم "محمود" بائع الخبز لصدى البلد: "رزقني الله بطفلة من متلازمة داون واعتبرتها هدية أهداني الله بها، تستيقظ في الصباح الباكر لتساعدني في بيع الخبز وتدعو لي فلم أجد حنية مثلها فالله يرزقني برزقها، فلم يمر يوم من غيرها إلا ويسأل عليها كل زبائني فهي "بركتي" ونظرة المجتمع لعيالنا بتدبحنا"، كلمات يعبر بها عم محمود عن النظرات الجارحة التى يُنظر بها إلى ابنته رحمة، التى تبلغ من العمر 12 عاما، فطفلته رحمة وغيرها من الأطفال يستطيعون أن يفعلوا غالبية الأشياء، لكن يتأخرون بها، كما أن كلمة "معاق" التى يصف بها الناس غالبًا المصابين بمتلازمة داون، تجعله يشعر بالحزن، فهؤلاء الأطفال ليسوا سوى ملائكة. يؤكد عم محمود أن من يولدون بمتلازمة داون هم أشخاص اجتماعيون ومحبون وقادرون على التفاعل الإيجابي والاجتماعي بشكل قد يتفوقون به على أقرانهم من غير المعاقين، ولا يريدون من المجتمع إلا أن تتم معاملتهم بطريقة لائقة مبنية على الود والاحترام، بعيدًا عن النظرة السلبية المسبقة، كما أنهم قادرون على التعلم والارتقاء متى توفرت لهم الظروف الملائمة فرحمه بالصف السادس وتستطيع الكتابة و التلوين بشكل جميل ولكن إمكانياته لا تسمح بدخولها مدرسة متخصصة ولو استطاع لكانت حققت الكثير فهي تتمتع بذكاء عالٍ.