نفت المملكة العربية السعودية بشدة تورط ولي العهد محمد بن سلمان في مزاعم اختراق هاتف الملياردير جيف بيزوس، مالك أمازون ووصف وزير الخارجية في المملكة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تلك المزاعم بأنها «سخيفة ولا ترقى إلا لمرتبة العبث». المزاعم السخيفة وفقا لوصف الخارجية السعودية تم الترويج لها بقصة تبادل ولي العهد السعودي وبيزوس أرقام الهواتف في حفل عشاء في هوليوود في أبريل 2018 وأعقبه في 1 مايو من نفس العام إرسال بن سلمان فيديو عبر واتس آب يحتوي على صور لأعلام سويدية ومملكة العربية السعودية ملفوفة على بعضها البعض مع حروف عربية مكتوبة عبرهما.
وادعى فريق «بيزوس» أن الفيديو المرسل من هاتف ولي العهد هو المتسبب في اختراق هاتف الملياردير الأمريكي. وكانت سفارة السعودية في الولاياتالمتحدة ردت على تقارير صحفية تحدثت عن اختراق هاتف مؤسس موقع أمازون برسالة محملة بفيروسات، بعثت عن طريق حساب «واتسآب» يستعمله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشددة على أن هذه التقارير «عبثية». الملياردير الأمريكي يحاول من خلق مثل هذه المسرحية العبثية من أن يحول أنظار العالم عن فضائحه والتي باتت محط اهتمام وقصص ثرية لموضوعات الصحف الامريكية والبريطانية. ولكن ما علاقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالملياردير الأمريكي، صاحب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، والتي كان يكتب فيها الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي. رصدت صحيفة «بيزنس انسايدر» الأمريكية تطورات اللقاءات التي جمعت ولي عهد السعودية ب بيزوس، مشيرة إلى أنه قبل جولة ولي العهد السعودي على مدى ثلاثة أسابيع في الولاياتالمتحدة، تمت دعوة جيف بيزوس الرئيس التنفيذي لشركة Amazon لحفل عشاء صغير معه في لوس أنجلوس، في منزل المنتج برايان جرازر، الذي استضافه وكيل المواهب آري إيمانويل، ومن بين الضيوف الآخرين في العشاء، الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، بوب إيجر، ونجم كرة السلة السابق كوبي براينت. خلال حفل العشاء، تبادل بيزوس وولي العهد أرقام جوالاتهم الخاصة، ويزعم أنه في نفس اليوم، وردت محادثة عبر واتس آب ل بيزوس من جوال الأمير. وفي مايو 2018، تلقى بيزوس "رسالة غير متوقعة" حسبما وصفها بيزوس من ولي العهد تحتوي على ملف فيديو مشفر، باللغة العربية عن الاتصالات السلكية واللاسلكية"، ويعرض النص العربي على صور أعلام السعودية والسويد. ووفقا للتقرير، ليس من الواضح ما إذا كان بيزوس قد شاهد مقطع الفيديو المزعوم، ولكن بعد حصوله على ملف الفيديو مباشرة، زادت كمية البيانات المرسلة على هاتفه ب «ثلاثمائة ضعف»، حسب المزاعم المتداولة. ونشرت صحيفة «فاينانشال تايمز» في تقريرها المنشور الأربعاء، أن «خبراء التحقيقات الذين عينهم جيف بيزوس توصلوا وبدرجة ثقة متوسطة إلى قوية إلى أن حساب الواتس اب الذي يستخدمه الأمير محمد بن سلمان، هو الذي أرسل بصورة مباشرة وسيلة القرصنة التي استطاعت اختراق هاتف مؤسس أمازون العام 2018» وأضاف تقرير الصحيفة أن تقرير القرصنة الذي اطلعت عليه فاينانشال تايمز يذكر أن هاتف بيزوس بدأ وبصورة سرية مشاركة كميات هائلة من المعلومات بعد استلام رسالة لا تبدو مؤذية، ومقطع فيديو مشفر من الواتساب الخاص بالأمير في مايو 2018. ونقلت فاينانشال تايمز صورة عما قالت إنها رسالة من ولي العهد السعودي إلى الملياردير الأمريكي، وجاء فيها: «جيف كل ما تسمعه ويقال لك غير صحيح والأمر مسألة وقت فقط لتعرف الحقيقة، ليس هناك أي شيء ضدك أو ضد أماوزن مني أو من السعودية»، وادعت الصحيفة أن هذه الرسالة وصلت «بيزوس» من حساب الواتس اب الخاص بولي العهد السعودي بعد أشهر من انقطاع التواصل. وفي المقابل، جاء رد المملكة العربية السعودية، الأربعاء، قويا على على تقارير وسائل الإعلام البريطانية مثل صحيفة جارديان والأمريكية «فاينانشال تايمز»، والتي أثارت تلك المزاعم ب «تورط» ولي عهد المملكة، الأمير محمد بن سلمان ب«صورة مباشرة» بقرصنة هاتف بيزوس، رجل الأعمال ومؤسس شركة أمازون. وفي مقال له على صحيفة «ديلي بيست»، الأمريكية، قال جافن دي بيكر، المحقق الخاص للملياردير جيف بيزوس: «لقد توصلنا بواسطة خبراء عديدون إلى مرحلة عالية من الثقة بأن السعوديين تمكنوا من الوصول إلى هاتف بيزوس، وحصلوا على معلومات خاصة» ويأتي ما قاله دي بيكر، دون أن يعلن أدلة ملموسة تدعم مزاعمه ضد السعودية. ويروج الملياردير الأمريكي، المصنف الأغنى في العالم، أن ما تم تداوله من معلومات حول علاقته بالصحفية والمعلقة الرياضية والممثلة الأمريكية لورين سانشيز، والتي تسببت في أغلى طلاق في التاريخ تكبد فيه صاحب أمازون 65 مليار دولار حين استبق التقارير التي كشفت ضيحته مع سانشيز بإعلان نيته الطلاق من زوجته، الأمر الذي كلفه نصف ثروته مناصفة مع زوجته وفقا لما يقتضيه القانون الأمريكي. الفضيحة نشرتها صحيفة ناشيونال انكواير الأمريكية في يناير 2019 عن علاقة الملياردير بيزوس والمذيعة السابقة، كشفها مصدر وحيد فقط وهو شقيق لورين، والذي تنفي تصريحاته آنذاك للصحيفة وجود أي طرف ثالث يقال إنه كشف العلاقة المحرمة، وفقا لما أعلنته شركة أميريكان ميديا المالكة للصحيفة. وقالت الشركة في بيان لها عن فضيحة بيزوس وسانشيز: «على الرغم من الادعاءات الخاطئة وغير المدعومة من دي بيكرمحقق الملياردير الامريكي الخاص، فإن أمريكان ميديا كانت وما زالت تدحض المزاعم التي لا أساس لها من الصحة بأن المواد الخاصة بتقريرنا تم الحصول عليها بمساعدة أي شخص آخر غير المصدر الوحيد الذي قدمها إلينا أولًا، لم يكن هناك أي تدخل من قبل أي طرف ثالث على الإطلاق». وتعتبر محاولة محقق بيزوس الذي يعمل لديه منذ فترة طويلة لتوريط ولي العهد السعودي في تسريب بيانات بيزوس لا أساس لها من الصحة، إذ ادعى أن السعوديين متورطون في تسريب كم المعلومات عن الفضيحة إلى صحيفة ناشيونال انكواير، وهي مزاعم محدودة جدا عن السعودية، فبعد الثقة الكبيرة التي وصف بها دي بيكر نتائج التحقيقات بأنها عالية الثقة، فإن شركة أمريكان ميديا التي يديرها ديفيد بيكر نفت علاقة السعودية بالمعلومات التي نشرتها الصحيفة التي تملكها. وأضاف المدعي دي بيكر أن النتائج التي توصل إليها قد تم تسليمها إلى المسئولين الفيدراليين وأنه لن يشارك تفاصيل التحقيق احترامًا لهؤلاء المسئولين، وتابع بالقول إن هذا المقال هو "آخر بيان علني" سيصدره في هذا الشأن، وأشار إلى أنه لم يتضح إذا كانت "أميركان ميديا" الشركة الأم لناشونال إنكوايرر "على علم بالتفاصيل أم لا". يأتي هذا في الوقت الذي نشرت خلاله صحيفة «بيدج 6» الأمريكية تصريحات على لسان مايكل سانشيز، والذي قال إنه سرب المعلومات الى صحيفة انكواير ليحمي شقيته وصديقها جيف بيزوس. ولا تزال الحرب مستمرة، إذ اتهم الملياردير الأمريكي الشركة التي دحضت اداءاته ضد ولي عهد السعودية بأنها حاولت ابتزازه لإرضاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي، حسب ادعاءاته التي تروجها صحيفة واشنطن بوست، إذ يسعى مالك أمازون إلى امتلاك نفوذ سياسي يستفيد به من حشد أعداء ترامب وحلفائه إلى صفه.
