عقب نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، قسمت ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة بحسب اتفاقية يالطا، كانت الدول المحتلة هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، والاتحاد السوفيتي، والمملكة المتحدة وفرنسا، وكانت هذه الدول المتحكمة والمديرة للمناطق المحتلة من ألمانيا. وقُسمت العاصمة السابقة للرايخ الألماني إلى أربع مناطق، وفي ذات الحقبة بدأت الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي الشرقي والغرب الرأسمالي، ومثّلت برلين مسرحا للمعارك الاستخباراتية بينهم. وفي نوفمبر من عام 1991، انهار الجدار، وتوحدت ألمانيا من جديد بعد سقوط الشيوعية ونهاية الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة، والاتحاد السوفيتي. هذه الحقبة من تاريخ ألمانيا أرختها السينما العالمية، ومن أشهر الأفلام التي أرخت لتلك الفترة هو الفيلم الألماني الحائز على جائزة الأوسكار " حياة الآخرين". وفي هذه السطور يستعرض صدى البلد تفاصيل أخطر مرحلة في تاريخ ألمانيا الحديث. ألمانياالغربية وفي عام 1949 بعد قيام جمهورية ألمانياالغربية في المناطق المحتلة من قبل الولاياتالأمريكيةالمتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا، وقيام جمهورية ألمانياالشرقية بعد ذلك في المنطقة المحتلة من قبل السوفييت، بدأ العمل على قدم وساق على حدود كلا البلدين لتأمينها، وبقيام كيانين، دَعم التقسيم السياسي لألمانيا، وبين ألمانياالشرقيةوألمانياالغربية، وضع بشكل أولي شرطة وحرس الحدود، ولاحقا على الطرف الشرقي بدء وضع السياج. ورسميًا كانت مدينة برلين المقسمة أربعة أقسام منطقة خالية من العسكر، وكانت مستقلة عن الدولتين الألمانيتين الجديدتين، ولكن عمليًا لم يكن الحال كذلك، فالمناطق الغربية من برلين أصبحت أقرب إلى كونها ولاية ألمانية غربية، وخلافًا للمعاهدات أعلنت برلينالشرقية عاصمة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية. إنشاء الجدار ومنذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاشتراكية، بدأ انتقال أعداد متزايدة من مواطنيها إلى ألمانياالغربية، وعلى وجه الخصوص عبر برلين، والتي كانت من شبه المستحيل مراقبة الحدود فيها، حيث كانت الحدود تمر في وسط المدينة وأحيائها. وبين عامي 1949 إلى 1961 ترك قرابة 3 ملايين ألماني جمهورية ألمانيا الاشتراكية، وحيث أنهم كانوا في معظم الأحيان من الفئة المتعلمة، هدد ذلك القدرة الاقتصادية لألمانياالشرقية، وهدد كيان الدولة ككل، وكان سور برلين بذلك الوسيلة لمنع هذه الهجرة، وقبل بناء السور أو الجدار، كانت القوات الألمانية الشرقية تراقب وتفحص التحركات على الطرق المؤدية إلى غرب برلين بحثا عن اللاجئين والمهربين. وكان الكثير من سكان برلينالغربية والشرقيين العاملين في برلينالغربية قد حصلوا بتبادل العملة في السوق السوداء على ميزة الحصول على المواد الأساسية بأسعار مغرية وقلة شرائهم للكماليات العالية القيمة من الشرق، الأمر الذي كان يضعف الاقتصاد في برلينالشرقية أكثر فأكثر. وكان جدار برلين طويلا يفصل شطري برلين الشرقي والغربي والمناطق المحيطة في ألمانياالشرقية، ولقد كان الغرض منه تحجيم المرور بين برلينالغربيةوألمانياالشرقية، وبدأ بناؤه في 13 أغسطس 1961، وجرى تحصينه على مدار الزمن. هدم السور وبتاريخ 9 نوفمبر من عام 1989، بعد أكثر من 28 عاما على بنائهِ الذي اعتبر تقسيم لمدينة وتقسيم لشعب، أعلن غونتر شابوفسكي للصحافة وهو الناطق الرسمي وسكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الألماني أن قيود التنقل بين الألمانيتين قد رفعت أثناء حوارٍ إعلامي عن طريق الخطأ. إذ لم يكن متثبتًا من توقيت الإعلان، مما تسبب في فوضى عارمة أمام نقاط العبور في الجدار، فتوجهت أعداد كبيرة من الألمان الشرقيين عبر الحدود المفتوحة إلى برلينالغربية، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط جدار برلين، إلى أن جاء يوم23 نوفمبر من العام نفسه ليشهد تحطم السور بالكامل ليتحطم بعده انقسام الألمان.