فتى الأحلام أو الجان الذي ترسمه السينما والدراما المصرية والعربية عادةً ما يكون شخصًا وسيمًا، مرهف الحس، بلا أية عيوب تُذكر، أو بأدنى قدر ببعض العيوب التي تخدم دراما العمل، وكسر هذه الصورة النمطية بثقة شديدة لا تأتي إلا من خلال صُنَّاع أفلام واعين، وممثل ذكي قادر على تجسيد هذه الشخصية بشكلها الواقعي، نحن نتحدث عن عمرو عابد في فيلم لما بنتولد. واقعية الشخصية في المجتمع المصري الجان الذي قدمه عابد في فيلم المخرج تامر عزت هو شخص واقعي، تحيط به المزايا والعيوب، وفي الوقت نفسه تحبه النساء لأسباب تختلف من امرأة لأخرى، وكلها لا تختلف على كون أمين (عابد) مرغوبًا من نساء ينتمين لطبقات قافية واجتماعية مختلفة. الجان الذي يُسقطه الضعف لا يوجد رجل خائن بطبعه، وهذا ما يقوله عمرو عابد من خلال شخصية أمين، فهو شاب وسيم مفتول العضلات، يحب زوجته ويعتني بها، ورغم عمله بصالة رياضية إلا أنه يرفض دائمًا محاولات إغراء نساء الصالة التي يعمل لصالحها، لكن ضعفه وزيادة الضغط عليه جعله يوافق في النهاية على الامتثال لهن، خاصةً مع التزاماته المادية تجاه أسرته ووالدته وأبيه المريض.
الفقر.. أحد عناصر جذب النساء يكسر فيلم لما بنتولد قاعدة الجان المصري الثري صاحب السيارة والملابس الفارهة، ويخرج لنا بشخصية أمين بشكلها الفقيرة غير قادر على شراء شقة، يعيش هو وزوجته مع والديه، يعاني ضغطًا عصبيًا بسبب الفقر، هذا الذي يقود النساء الي استغلالة جنسيًا مقابل المال، بينما يخبر زوجته أن هذا المال هو مقابل عمل جديد التحق به. الشخصية المركبة وسلاسة التقديم التناقض الواقعي الذي نقله فيلم لما بنتولد، لم يكن ليحدث دون قدرات تمثيلة قوية من فريق عمل الفيلم، وفي شخصية أمين انكسرت صورة الرجال المثالية التي عادةً ما نراها في السينما المصرية، ليقدم عمرو عابد الصراع الذي يعيشه أمين بسلاسة مخادعة، تجعل المشاهد يشك في كون الأمر سهلًا، ولكنه بالغ التعقيد في الحقيقة. رغم ظهوره اللافت منذ فيلم أوقات فراغ، فعمرو عابد يبدو حذرًا ومتحسسًا خطاه في كل عمل يقوم به، دون اشتراط أن يكون بطلًا رئيسيًا، ولكن الأهم هو مدى التأثير والإضافة التي يقدمها، أحدثها كان المشهد المفاجئ الذي قدمه في ليل خارجي للمخرج أحمد عبد الله السيد، ثم دوره في لما بنتولد الذي يثبت مدى النضج الذي وصل إليه ممثل شاب ينتظره الكثير.