قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، السبت، إن التظاهرات التى تعتبر الأضخم من نوعها في سوريا منذ وضع حصار على جميع أنحاء دمشق ومعظم المدن والبلدات الرئيسية فى سوريا، قد تشجعت من خلال مراقبى الجامعة العربية الذين وفر تواجدهم على ما يبدو للمحتجين غطاء يقيهم من مسلحى النظام السورى. وأضافت الصحيفة، فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى، أن أعضاء بعثة جامعة الدول العربية فى سوريا لم يتمكنوا من وقف إراقة الدماء وأن القوى المعارضة أعلنت أن ما يقرب من 31 شخصا قد قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد، وأن معظم القتلي كانوا في المناطق التي لم يقم الوفد بزيارتها بعد. وأعلنت جماعة المعارضة الرئيسية فى سوريا "لجان التنسيق المحلية" أن حوالي 150 ألف متظاهر كانوا يهتفون أمام مراقبي جامعة الدول العربية بالعاصمة السورية، وأمام أنظار رجال الأمن. جاء ذلك فى تعليق "الجارديان" على المسيرات الاحتجاجية التى عمت جميع أنحاء سوريا أمس الجمعة والتى شارك فيها نحو 500 ألف شخص.. حيث جاء خروج الحشود المحتجة منسقا من جانب المعارضة السورية، ليتزامن مع أول جمعة لمراقبى الجامعة العربية فى سوريا. وقالت الصحيفة: إن التحدى السافر فى قواعد نظام السلطة يوحى بأن الدعم الذى يتباهي الرئيس بشار الأسد بأنه يلقاه من المواليين له بالعاصمة قد لا يكون حقيقيا أو ذي قوة تذكر على الاطلاق. ونقلت الصحيفة عن نشطاء بالمعارضة فى دوما شمال دمشق قولهم: إن ما يقرب من 24 متظاهرا جرحوا هناك من جراء قنابل مسمارية ألقيت على حشود المتظاهرين. وقد اندلعت الشرارة الأولى للاحتجاجات بمدينتين من المدن الرئيسية المعارضة، وهما محافظة درعا بالجنوب وحمص القريبة من الحدود اللبنانية والتي ظلت مركزا للثورة لمدة تسعة أشهر، ورفع المتظاهرون فى هاتين المدينتين هتافات وشعارات معادية للنظام ولوحوا بالعلم الوطني منددين بظلم نظام الأسد المستمر منذ أربعين عاما. وحاول النشطاء السياسيون والمعارضون الصمود في الميادين الرئيسية والساحات العامة، التي منعوا من الوصول إليها على مدى شهور من جانب رجال الأمن والقوي التابعة للنظام الحاكم لوقف زخم الاحتجاجات والحد من المظاهرات. وفي حمص ودرعا ودمشق، قرر الثوريون التمسك بمواقعهم والصمود علي مواقفهم كنوع من المواجهة التي لاهوادة فيها ضد أنظمة القمع التي اتبعتها قوات النظام الحاكم لتجبر المحتجين علي الانحصار داخل الشوارع الصغيرة والأزقة لعزلهم عن الرأي العام. ولفتت الصحيفة إلى أن قدرة وفد جامعة الدول العربية علي إحداث تغيير ملحوظ في سوريا هي موضوع النقاش ومحور الحوار بين صفوف المعارضة. وأظهر وفد الجامعة العربية فى اليوم الرابع لزيارته لسوريا استعداده للسفر إلي المناطق المضطربة وإلي بؤر الاشتعال ومحاولة الهروب من مراقبة النظام السوري بقدر الإمكان. وترى الصحيفة أن زيارة وفد الجامعة العربية إلى سوريا أعادت الاهتمام العالمي بسوريا ولفتت الانظار من جديد إلي القضية السورية، التي يقتل في سبيلها العشرات يوميا.