اجتماعات ومناقشات استغرقت شهورا حتى تتمكن الإعلامية لميس الحديدي من العودة للساحة الإعلامية بشكل يليق بها بعد غياب ما يقرب من عام، ولاقى ظهورها على شاشة قناة الحدث تباينا في ردود الأفعال واتفاقا واسعا حول ضرورة وجودها، خصوصا في توقيت يشهد بروزة واضحة لأهمية الإعلام في العالم العربي. اختارت لميس الحديدي "هنا القاهرة" اسما لبرنامجها الجديد على قناة العربية السعودية التي تبث من دبي، وحاولت في الحلقة الأولى أن تبعث برسائل محددة إلى جمهورها ومنافسيها على المستويين المحلي والإقليمي، كما كان الانفراد والترند حاضرين بقوة. في البرنامج الجديد، احتفظت لميس الحديدي بنفس فريق إعدادها الذي لا تنفك عن التواصل معه بشكل مستمر حتى في أيام عطلاتها لتقترح عليهم فكرة أو تناقشهم في أخرى، وقبل أن تظهر على الشاشة كعادتها دائما راجعت جميع التفاصيل وحاولت إيجاد معالجات جديدة للقضايا المطروحة. قدمت الإعلامية لميس الحديدي الحلقة الأولى من برنامجها الجديد بحماسة وبأناقة معهودة أعادت للشاشة رونقها، وحرصت على توجيه رسائل عديدة لجمهورها، الأولى تمثلت في تعريف الجمهور بالقناة التي تظهر من خلالها وهي قناة "الحدث" الشابة، وكيف أنها تمكنت خلال وقت قصير من الدخول في البيوت العربية كما أكدت مصداقيتها. الرسالة الثانية هي سبب اختيارها لهذه القناة بالتحديد للظهور عبرها، حيث أكدت أن هناك تاريخا سابقا يجمعها بالقناة التي شهدت بدايتها كمراسلة اقتصادية، وكيف أنها تعلمت منها وإليها تعود. أما الرسالة الثالثة، فتتعلق بالتجربة الإعلامية المختلفة والجديدة، والتي تحاول بها الاقتراب من شكل الإعلام الجديد، إعلام لا يجلس فيه المشاهد متلقيا لكنه يتفاعل مع البرنامج، وهذه الرسالة بالتحديد تعني أن لميس الحديدي تخوض تحديا ليس سهلا، حيث تقدم ساعة من برنامجها عبر شاشة التليفزيون، أما الساعة الثانية من البرنامج فتبث حصريا عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالبرنامج، وهو ما يعني أنها تراهن على متابعة خاصة من جمهور السوشيال ميديا، والذي يبحث دائما عن كل ما هو خفيف وسريع. وتعتبر تجربة العرض عبر السوشيال ميديا تجربة مختلفة تحسب لها، حيث تبحث عن تفاعل مباشر مع الجمهور وهو ما حاولت تدعيمه من خلال انطلاق البرنامج مصحوبا بصفحات رسمية على "فيس بوك" و"تويتر" و"إنستجرام" و"يوتيوب". الرسالة الرابعة شرحت لميس الحديدي خلالها أنها حريصة على تناول القضايا التي تخاطب كل مواطن مصري وتلامس قضاياه، وأردات أن تشعره مباشرة أنها ستكون حاضرة بقوة لدعمه، موضحة أنها تسعى لنقل نبض مصر بناسها بمحافظاتها وبآمالها وآلامها بحضارتها وثقافتها دون الابتعاد عن الشأن الإقليمي. البرنامج كما يبدو لن يكون سياسيا فقط بعدما استضافت الإعلامية كلا من ظافر العابدين وحسام البدري في أولى حلقاتها، وهو ما يعني دخولها في المنافسة من جديد مع كبار الإعلاميين حاليا، وعلى رأسهم إسعاد يونس وعمرو أديب ومنى الشاذلي. وبالتأكيد عودة لميس الحديدي للشاشة حدث يحرك المياه الراكدة في الإعلام، فالمنافسة الإعلامية في كل الأحوال هي في صالح المشاهد، ونتوقع أن يشهد البرنامج تطورا مع استمرار حلقاته، لكن يبقى هناك سؤال مشروع حول ما إذا كان تقديم لميس الحديدي ساعة عبر السوشيال ميديا يعني أن يطغى الترند على موضوعات البرنامج؟ أم ستحافظ لميس على المهنية كما اعتادت دائما؟