الرقية الشرعية هي: أدعية وآيات كثيرة من كتاب الله _عز وجل_، بمعنى العوذة وهي الوقاية، وهي من سنة النبي محمد -عليه السلام-، التي يجب الاقتداء بها واتباعها وأخذ كل ما هو مفيد منها،لإفادة النفس البشرية التي تتعرض للعديد من المشاكل والآفات على مرّ العصور، وتتميز بالثبات. قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن الرقية الشرعية ليست من أنواع الشفاء ولكنها نوع من انواع الدعاء لله تعالى . وأضاف جمعة، خلال إجابته عن سؤال خلال أحد الدروس الدينية المذاعة عبر موقع اليوتيوب، ( هل يجوز رقية غير المسلم ؟)، أن الرقية الشرعية نوع من انواع الدعاء التى جعل الله فيها الشفاء لأن الله يستجيب الدعاء لقوله تعالى {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، فالله هو الشافي على الحقيقة والهداية، ولذلك فهى نوع من أنواع الدعاء، ومن هنا فيجوز للمسلم ان يرقى المسلم وغير المسلم. آيات الرقية الشرعية وقد أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يمكن للشخص الحصول على الرقية الشرعية من خلال: المكتبات الدينية، والإنترنت، والإتصال على دار الإفتاء المصرية – رقم 107- والتى تقدمها فى شكل خدمة صوتية. وتابع: إنه لا فرق بين الرقية الشرعية وأذكار الصباح والمساء؛ فهي تشبهها كثيرًا، ومن أمثلة الرقية الشرعية في القرآن الكريم:(سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، وسورة الإخلاص 11 مرة، والآية 38 من سورة الزمر، والآية 1 من سورة البروج، وآخر آيتين من سورة القلم، وسورة الفلق، وسورة الناس، وآية (6,7 ,8 ,9) من سورة الصافات، ومن الأمثلة على الرقية الشرعية في السنة النبوية الشريفة: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..). كيف يرقي الإنسان نفسه قالت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، إن العلاج النفسي مثل العلاج الجسدي تمامًا، والحالة النفسية عند الإنسان هي هواجس نفسية وأمراض لابد أن تتابع وتأخذ وقتها في العلاج، مشيرة إلى أنه لابد أن يكون للإنسان ورد من القرآن يوميًا وتركز على الآيات التي بها الرقية الشرعية وتكثيف الذكر للإنسان يطهر النفس من حدوث السوء. وأضافت عمارة خلال برنامج «قلوب عامرة» على فضائية «الحياة»، أن الرقية الشرعية هي آيات مجمعة من القرآن وتبدأ بالفاتحة وأول سورة البقرة والآية 102 من سورة البقرة وآية الكرسي في سورة البقرة وخواتيم سورة البقرة وهي «أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه»، ثم العشر الآيات الأول من سورة الصافات مع قراءة المعوذات الثلاث في آخر المصحف، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بقراءتهم ثلاث مرات عند الصباح وثلاثة عند المساء لأنها تكفي من كل شيء. وتابعت عمارة، أن هناك رقية أفضل من رقية والسبب هنا هو حضور قلب الإنسان وتركيزه واستعاذة الإنسان بربه ويقينه في ربه، فيجب الوضوء وصلاة ركعتين كنوع من تطهير النفس والاستعداد للرقية مع كثرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأنها مدد كبير من الله عز وجل على قدر إخلاصه والمواظبة عليها. الطريقة الصحيحة للرقية الشرعية قال الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن الرقية الشرعية مطلوبة، وللإنسان أن يرقي نفسه ويقول "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" سبع مرات مع وضع اليد على الألم. وأضاف "عاشور" في لقائه على إحدى الفضائيات، أن "الرقية الشرعية لا تمنع من الذهاب للطبيب فلنا أن نعمل بالرقية الشرعية ونأخذ بالأسباب كذلك في الذهاب للطبيب في حال عدم الشفاء". خطوات صحيحة للرقية الشرعية قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، إن الخطوات التى ينبغى على المسلم اتباعها عن الرقية الشرعية للشفاء من الأمراض أو ما شابه هى: أن يرقى المسلم المريض بسورة الفاتحة، وأن يكون معتقد كامل الاعتقاد واليقين بأن سورة الفاتحة هى الشافية بإذن الله من المرض، وأن يضع المسلم يده على جسد المريض ثم يبدأ فى قراءة الفاتحة. واستشهد «عاشور» ، بما أخرجه البخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث أبى سعيد الخدرى، قال: «انْطلَقَ نَفَرٌ من أصحابِ النبىِّ -صلى الله عليه وسلم- فى سفرةٍ سافرُوها حتى نزلوا على حىٍّ مِن أحياءِ العرب، فاسْتَضَافوهم، فأبَوْا أن يُضَيِّفُوهُم ، فلُدِغَ سَيِّدُ ذلك الحىِّ، فَسَعَوْا له بكُلِّ شىء لا يَنْفَعُه شىء، فقال بعضهم: لو أتيتُم هؤلاءِ الرَّهطَ الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شىء فأتوهم فقالوا: يا أيُّهَا الرَّهطُ؛ إنَّ سَيِّدَنا لُدِغَ، وسَعينا له بكُلِّ شىء لا يَنْفَعُهُ، فَهَلْ عِنْدَ أحدٍ منكم من شىء؟ فقال بعضُهم: نعم واللهِ إنى لأَرْقى، ولكن اسْتَضَفْناكُمْ ، فلم تَضيِّفُونَا، فما أنا بَرَاقٍ حتى تَجْعَلُوا لنا جُعْلًا، فصالَحُوهم على قطيعٍ من الغنم، فانطلَقَ يَتْفُل عليه، ويقرأ: «الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، فكأنما أُنشِطَ من عِقَالٍ، فانطلق يمشى وما به قَلَبَةٌ، قال: فأوفَوْهُم جُعْلَهُم الذى صالحوهم عليه، فقال بعضُهم: اقتسِمُوا، فقال الذى رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتىَ رسولَ اللهِ، فنذكُرَ له الذى كان، فننظُرَ ما يأمرُنا، فَقَدِمُوا على رسول الله، فذكروا له ذلك، فقال: وما يُدْريكَ أنَّها رُقْيَةٌ؟ ثم قال: قد أصَبْتُم، اقسِمُوا واضْرِبوا لى مَعَكُم سهمًا.
