قال الشيخ خالد الجندي إن الفتوى التي صدرت عن دار الإفتاء بجواز تمثيل أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- وتجسيدهم في الأعمال التليفزيونية؛ خطيرة من نوعها وقد تؤدي إلى نتائج ومشكلات لا تحمد عقباها في المجتمع. وأضاف الجندي في تصريحات ل"صدى البلد" أن هذه الفتوى ما كان يجب أن تصدر عن دار الإفتاء وتتورط في التفرد بالحكم فيها دون الرجوع إلى هيئة كبار العلماء ومشاركة حوار مجتمعي يشترك فيه المفتون والفنانون والمثقفون والإعلاميون والمفكرون، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى تناحر وفتنة بين أبناء المجتمع. وأوضح أن السبب في ذلك هو أن القائمين على إنتاج الدراما والأعمال الفنية في مصر ليسوا جميعًا أسوياء، لافتًا إلى أن هناك عدة اتجاهات بين أبناء الوسط الفني منها إلحادية ويساررية وشيوعية وغيرها من الاتجاهات الخطيرة tى التعامل مع نصوص الدين والسماح لهم بتقليد الصحابة وتجسيدهم من غير ضابط ولا رابط يعد كارثة. وذكر الجندي أن الكاتب أسامة أنور عكاشة عندما تحدث عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص الذي لولاه مادخل الإسلام إلى مصر، قال : "إنه أحقر شخصية في الإسلام"، متسائلًا: ما الذي قد يحدث إذا أسندنا إلى كاتب مثله مهمة عمل فيلم عن عمرو بن العاص، وعكاشة يرى أن ابن العاص أحقر شخصية في الإسلام؟ وكيف سيخرج عمرو بن العاص حينها إلى المجتمع؟". وتسائل الجندي: من هذا الذي سيقوم بدور أبي بكر الصديق أو عمربن الخطاب، والشاعر حافظ إبراهيم يقول: فمن يباري أبا حفص وسيرته.. ومن يحاول للفاروق تشبيهًا. وفند الجندي فتوى دار الإفتاء بجواز تجسيد الصحابة بأن الإفتاء فرقت بين العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من الصحابة، متسائلًا: ما هي الأسس التي استندت عليها الفتوى، وجميع الصحابة قد بشرهم الله بالجنة. كانت دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى بجواز تمثيل الصحابة وتجسيدهم بشروط منها إظهار الصحابي بالهيئة التي تحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية وأن جيل الصحابة هم خير الأجيال وخير الناس بعد الأنبياء، وألا يكون الصحابي الممثل من العشرة المبشرين بالجنة أو أحد من آل بيت النبي-صلى الله عليه وسلم-.