* ابتكر جهاز تعقب وصاعقا كهربائيا لسارقي الدراجات البخارية * يفكك الأجهزة بعد ابتكارها لإنتاج أخرى بنفس المكونات * الظروف المالية الصعبة تمنعه من اقتناء كمبيوتر حتى الآن لم يمنعه التحاقه بمدرسة فنية زراعية عن مواصلة هوايته المحببة في ابتكار الأجهزة الإلكترونية البسيطة بإمكانيات محلية لا يخلو منها أي منزل. وأصر محمد عابدين الطالب بالفرقة الأولى بالثانوي الزراعي بمدينة قوص التابعة لمحافظة قنا أن يحقق أحلام الطفولة ويجعلها واقعاً حقيقياً . برع محمد عابدين في ابتكار أجهزة اليكترونية بسيطة جعلته مثار اهتمام من المحيطين ، وفى ذات الوقت مصدر قلق لآخرين ممن يخشون مخاطر التيار الكهربائي وخاصة فى قرى صعيد مصر التي تمتلئ بمخلفات المحاصيل الزراعية . وتمكن محمد عابدين من ابتكار مجموعة أجهزة إلكترونية خلال سنوات عمره القليلة والتي لم تتعد 17 عاماً ، رغم المستوى الاقتصادي البسيط الذي يعيش فيه وكان من أبرزها جهاز تعقب وصعق سارقي الدراجات النارية حيث يقوم الجهاز بالاتصال على رقم صاحب الدراجة النارية ، ويقوم بدوره صاحب الدراجة بالحديث مع سارق الدراجة البخارية عن طريق سماعة مثبتة في جانب معين من الدراجة وتحذير السارق بترك الدراجة وفى حالة الرفض يقوم صاحب الدراجة بالاتصال على رقم معين من خلال تليفونه المحمول المربوط بالدائرة الموجودة في الدراجة لصعق سارق الدراجة كهربائياً مع زيادة درجة الصعق في حالة الإصرار على السرقة . وتمكن من صنع إنسان آلي بسيط ولنش مائي صغير وابتكر جهازا لشحن التليفون المحمول وآخر لشحن مروحة السقف لمدة 3 ساعات وجهازا لتقوية شبكة الهاتف المحمول . ولم ينس محمد عابدين أن يبتكر قلما مضيئا للكتابة أثناء الظلام كي يتمكن من حل واجباته المدرسية في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء بقرى صعيد مصر . ودفعه سنه الصغير لابتكار أجهزة للتسلية والمزاح مع أقرانه في السن مثل مسدس للصعق الكهربائي الخفيف وخواتم في الإصبع تصعق من يرتديها ، لكنها لا تتسبب فى أضرار قاتلة لمن يستخدمها ولكنها على سبيل الدعابة بينهم . ويقول محمد عابدين ، بدأ اهتمامي بالتكنولوجيا والالكترونيات منذ كنت صغيراً ، فكنت أقوم بتصليح الأجهزة الالكترونية في المنزل سواء جهاز تسجيل أو مكواة وكان أهلي يشجعونني على ذلك ، لدرجة أنه منذ أن بدأت فى صيانة هذه الأجهزة لم يدخل بيتنا صنايعى لتصليح أي جهاز كهربائي ، لكن أهلي الذين شجعوني على ذلك لم يتحمسوا للابتكارات الأخرى التي كنت أقوم بها ، ويعتبرونه مضيعة للوقت . وهناك بعض الأشخاص كان لهم دور فى استكمالي لمشواري في ابتكار الأجهزة منهم الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة والذي يشجعني بشكل معنوي لتنمية قدراتي في هذا المجال حتى استطعت فى سن التاسعة من ابتكار مركب صغير يعمل بدائرة لا سلكية وقمت بإنزاله فى الترعة المجاورة لمنزلنا ، لأستمتع به مع زملائي وهو يسير فى الماء . ويضيف محمد عابدين ، تأثرت كثيراً بأفلام الكارتون التي كنت أشاهدها وهى ما دفعتني إلى تصميم إنسان آلى بسيط حجمه لا يتعدى نصف المتر ، لكنني أحلم حالياً بصنع إنسان آلي بحجم كبير من خلال الخامات الموجودة لدى . التميز لدى محمد عابدين لا ينحصر فى ابتكار الأجهزة فقط ، بل قدرته على ابتكار الأجهزة من خلال الخامات المحلية البسيطة المتوافرة فى البيئة المحيطة ودون متابعة كتب أو مجلات علمية أو حتى الاطلاع على شبكة الانترنت التى لا يجيد التعامل معها حتى الآن لعدم وجود إمكانيات مادية تسمح له بشراء جهاز حاسب آلي . وتعود عابدين على تفكيك الأجهزة بعد تجربتها لفترة من الزمن كى يتمكن من إنتاج ابتكارات أخرى من هذه الخامات البسيطة التى يحافظ عليها جيداً . ظن عابدين فى البداية أنه سوف يجد الطرق مهيئة لتقبل ابتكاراته البسيطة ومساعدته فى تنمية موهبته لابتكار ما هو أفضل من ذلك ، مثلما يرى فى الأفلام الأجنبية قيام الجهات البحثية والعلمية بتبني المواهب والبراعم المبدعة للارتقاء بهم ، لكنه وجد الوضع أسوأ مما يتخيل ومازال يحاول أن يصل بابتكاراته إلى من يهتم به.