انكمش حجم التجارة الصينية مع الولاياتالمتحدة بأرقام مضاعفة في أغسطس، حيث يستعد الجانبان لإجراء محادثات تجارية دون أي علامة على التقدم نحو إنهاء حرب تجارية متفاقمة تهدد نمو الاقتصادي العالمي، وفق ما ذكرت صحيفة بوسطن جلوبال الأمريكية. وأظهرت بيانات جمركية اليوم الأحد، تراجع واردات السلع الأمريكية بنسبة 22.5٪ عن العام السابق إلى 10.3 مليار دولار بعد رفع التعريفة الجمركية الصينية وطلبات الشركات لإلغاء الطلبات. وهبطت الصادرات إلى الولاياتالمتحدة، أكبر سوق في الصين، بنسبة 16 ٪ لتصل إلى 44.4 مليار دولار. ويواجه المصدرون الصينيون ضغوطًا من ضعف الطلب العالمي في الوقت الذي تطلب فيه بكين منهم إيجاد أسواق أخرى لتحل محل الولاياتالمتحدة. ويستعد المفاوضون الأمريكيون والصينيون لإجراء محادثات في أكتوبر حول الشكاوى المتعلقة بأساليب تطوير التكنولوجيا. وقارن لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض بين المعركة التجارية مع الصين، والحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفياتي في القرن الماضي، مشيرا إلى حاجة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لرؤية نتائج قريبة من المباحثات والمفاوضات التجارية بين واشنطنوبكين، لكنه في الوقت نفسه أكد أن التوصل لاتفاق شامل مع الصين قد يستغرق سنوات، على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفياتي السابق. وقال كودلو إن المفاوضات التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة تستأنف وسط أجواء هادئة رغم فرض رسوم جمركية مشددة جديدة في الآونة الأخيرة... لكنه رفض التكهن بأي نتائج أو أي تأجيلات محتملة للرسوم الجمركية الأمريكية التالية. وتصاعدت الحرب التجارية المستمرة منذ 14 شهرا بين الصينوالولاياتالمتحدة بشكل حاد منذ مايو عندما انهارت المحادثات بعد أن تراجعت بكين عن تعهدات كانت قدمتها في وقت سابق لإحداث تغييرات في قانون تحسين حماية الملكية الفكرية وكبح النقل القسري للتكنولوجيا الأميركية إلى الشركات الصينية وتحسين فرص وصول الشركات الأميركية إلى الأسواق الصينية. ومنذ ذلك الحين، زاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل حاد الرسوم الجمركية الحالية على بضائع صينية قيمتها 200 مليار دولار وفرض أو حدد مواعيد لرسوم جديدة على كل الواردات المتبقية تقريبا.