أسرار نجاح الفريق مُهاب مميش

دائمًا أرى الشغف أحد أهم أسباب النجاح، أن تلمع عيناك وأنت تتحدث عما تقوم به، وتهتز نبرة صوتك وأنت تروي ما قد حققته، فالشغف هو الروح، والعمل بلا روح، جسدٌ بلا قلب.
لن تصادف في حياتك الكثيرين ممن يتحلون بالشغف في العمل والإنجاز، ومن صادفتهم أنا شخصيًا لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ولعل أبرزهم في الآونة الأخيرة، مع حفظ الألقاب، زاهي حواس، في مجال الآثار، وهشام زعزوع في مجال السياحة، ومهاب مميش في مجال الملاحة البحرية، وهو نجم هذا المقال، الذي يأتي كمحاولة متواضعة مني للتعبير عن التقدير لدوره الهام في رئاسة هيئة قناة السويس خلال السنوات السبع الهامة والفارقة في تاريخ مصر والممر الملاحي الأهم في العالم.
ما حققه الفريق مهاب مميش خلال رئاسته لهيئة قناة السويس والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لا يمكن أن يُنكره أحد، ففترة رئاسته للهيئة شهدت تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، التي تُسهم في زيادة قدرة القناة لمواكبة التطورات في حركة الملاحة الدولية، وبلغت إيرادات الهيئة 5.9 مليار دولار خلال العام المالي 2018/2019، بزيادة قدرها 300 مليون دولار عن العام الماضي، كما شهدت رئاسته للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس نشاطأً ملحوظًا وتعاقدات مهمة حيث تبلغ قيمة المشروعات التي يجري تنفيذها حاليًا في المنطقة الاقتصادية للقناة نحو 25 مليار دولار، وتستهدف المنطقة تنفيذ مشروعات بقيمة 55 مليار دولار خلال ال 15 عامًا المقبلة لتوفير نحو مليون فرصة عمل، وحققت المنطقة الاقتصادية أعلى إيراداتها خلال العام المالي 2018/2019 بإجمالي مبلغ 3.69 مليار جنيه، بزيادة قدرها 568 مليون جنيه عن العام السابق، الأمر الذي أرجعه الفريق إلى "جهود العاملين التي أدت إلى تحقيق نتائج غير مسبوقة".
ومن ختام الفقرة السابقة استكمل حديثي، ففرصة الاقتراب من الفريق مهاب مميش خلال العديد من مهام العمل المختلفة، كانت تكشف بمنتهى الوضوح، تلك العلاقة الخاصة التي تربطه بفريق العمل الخاص به سواء في الهيئة أو المنطقة الاقتصادية، وكانت العلاقة دومأً محاطة بمشاعر من الود والاحترام والتقدير لكل جهد يبذل في أي موقع، وكنت أرى أنه يحقق الشروط اللازمة للإدارة المتميزة لموارد الهيئة والمنطقة الاقتصادية، وفي مقدمة ذلك إدارة المورد البشري الذي تتمتع الهيئة بعناصر متميزة منه في مختلف المجالات، وكان الفريق مهاب مميش دائمًا حريصًا على التأكيد على أن هيئة قناة السويس والمنطقة الإقتصادية تدار بأسلوب فريق العمل، وليس جهد شخص، وتلك أرقى درجات الإدارة من وجهة نظري.
لايمكن أن أعرب عن تقديري لمسيرة الفريق مهاب مميش العطرة والمتميزة في إدارة هذا المرفق الملاحي الاستراتيجي الهام، دون أن أتمنى له التوفيق في مهمته الراهنة، وفي حياته الخاصة، ودون أن أؤكد على ثقتي باستكمال مسيرة النجاح بقيادة الفريق أسامة ربيع، الرئيس الجديد لهيئة قناة السويس، والمهندس يحيى زكي، الرئيس الحالي للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وهما من العناصر ذات الخبرات الطويلة في هذا المجال الحيوي، واللذين جاء اختيارهما في ضوء نهج الدولة المصرية في وضع بذور العمل المؤسسي في كل مرفق أو قطاع، لتأتي كل يد لتسلم الراية للأخرى، دون أي تأثير على سير العمل وتطوره، فهذا دأب البلدان الكبرى التي تقف مصر في مصافها، تبني الحاضر وتصبو نحو المستقبل.