انتقل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي صباح اليوم "الخميس" إلى المستشفى العسكري، بعد تعرضة لوعكة صحية وأصبح الغموض يحيط بمستقبل تونس مع اقتراب موعد الانتخابات لتكن بذلك المرة الثانية خلال شهر ينقل فيها السبسي للمستشفى العسكري. وأكد حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي أنه تم نقل والده إلى المستشفى العسكري بتونس إثر وعكة صحية طارئة ناتجة عن مخلفات التسمم الغذائي الذي تعرض لها خلال الفترة الماضية، وذلك وفقا لما صرح به لإحدى القنوات التليفزيونية. ومن جانبه أكد نور الدين بن تيشة، المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشّعب والأحزاب السياسية، في تصريحات له، أنه تم نقل رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، إلى المستشفى العسكري بالعاصمة، وذلك "بقرار من الأطباء المباشرين له". ولم تنشر المواقع الرسمية لرئاسة الجمهورية أي خبر عن الحالة الصحية ل قائد السبسي ولا تفاصيل عن نقله إلى المستشفى. وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد دخل إلى المستشفى مرتين سابقتين إثر أزمتين صحيتين. وغادر قائد السبسي 93 عاما مطلع يوليو الجاري المستشفى العسكري بتونس، نحو مقر إقامته بقرطاج، وذلك بعد تلقّيه العلاج اللازم، وتعافيه من وعكة صحية حادة، وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية وقتها وأمضى يوم 5 يوليو الجاري على أمر يتعلق بالتمديد في حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر، كما أمضى في نفس اليوم الأمر الرئاسي المتعلق بدعوة الناخبين. وكشف حافظ السبسي نجل الرئيس التونسي فى بداية شخهر يونيو الماضي آخر مستجدات الحالة الصحية لوالده، بعد الوعكة الصحية التي ألمت به وقال "الرئيس بات أفضل حالا، لم يعد بخطر، ونأمل بأن يغادر المستشفى". وكانت الرئاسة التونسية، أعلنت أن الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، 92 عاما، تعرض لوعكة صحية استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري، حيث زاره رئيس الوزراء، يوسف الشاهد. والسبسي شخصية بارزة في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011 واتخذت البلاد طريق الديمقراطية متجنبة أغلب الاضطرابات العنيفة التي شهدتها دول أخرى في المنطقة، لكنها شهدت عددا من هجمات المتشددين الإسلاميين على مدى السنوات الماضية. بعد الإطاحة ببن علي، قاد السبسي عملية الانتقال كرئيس للوزراء في عام 2011 وانتخب رئيسا بعد 3 سنوات وكان السبسي شخصية بارزة أيضا قبل عام 2011 حيث شغل منصب وزير الخارجية في عهد مؤسس الدولة الحبيب بورقيبة ورئيس البرلمان في عهد بن علي. وفي يونيو أعلن أنه لن يسعى للفوز بفترة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى هذا العام رغم دعوات حزبه له بخوض الانتخابات، ولم يعلن الحزب عن مرشح آخر ومن المتوقع أن تجرى انتخابات برلمانية في السادس من أكتوبر على أن تليها انتخابات رئاسية في 17 نوفمبر. وبموجب الدستور الجديد الذي يضمن الحريات الديمقراطية يتمتع السبسي بصلاحيات محدودة مقارنة بما كان يتمتع به بن علي، وتقتصر مسؤوليته الرئيسية على السياسات الخارجية والدفاعية. أما الشؤون اليومية للحكومة والسياسات الاقتصادية فيديرها رئيس الوزراء. ويتولى الشاهد المنصب منذ عام 2016 وهو الشخصية الرئيسية المعنية بالتواصل مع صندوق النقد الدولي والجهات المانحة الأخرى التي ساعدت الاقتصاد التونسي على الصمود رغم الأزمة التي يواجهها. ونالت تونس إشادة باعتبارها النجاح الديمقراطي الوحيد من بين انتفاضات "الربيع العربي" ضد الديكتاتورية إذ تمت صياغة دستور جديد وأجريت انتخابات حرة في 2011 و2014. لكن ذلك التقدم على الصعيد السياسي لم يماثله تقدم على الصعيد الاقتصادي إذ تصل نسبة البطالة إلى نحو 15% ارتفاعا من 12 % في 2010 بسبب ضعف معدل النمو. لاحت في أفق الشارع السياسي التونسي بعض الأسئلة الدستورية المتعلقة بمنصب الرئيس في حالة عجز السبسي عن أداء مهام وظيفته سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم، وذلك عقب دخول الباجي قايد السبسي، أحد المستشفيات العسكرية. ووفقا لما نص عليه الدستور التونسي، فإن على رئيس الجمهورية حال التعذر عن أداء مهامه بشكل مؤقت أن يفوض سلطاته إلى رئيس الحكومة لمدة لا تزيد عن ثلاثين يوما قابلة للتجديد مرة واحدة، وفي تلك الحالة يكون رئيس الوزراء يوسف الشاهد هو القائم بمهام رئيس الجمهورية لمدة 30 يوما قابلة للتجديد مرة واحدة أي 60 يوما. وفي حالة تعذر الرئيس عن تفويض رئيس الحكومة تجتمع المحكمة الدستورية لتقر شغور المنصب، ويحل رئيس الحكومة محل رئيس الجمهورية لمدة 60 يوما وفي حالة الوفاة أو الاستقالة أو الشغور الدائم للمنصب لإي سبب من الأسباب، تقر المحكمة الدستورية، الشغور النهائي للمنصب، ويتولى رئيس مجلس النواب مهام رئيس الجمهورية لمدة أقصاها تسعون يوما. لا يحق للقائم بإعمال رئيس الجمهورية خلال مدة شغله المنصب أن يقدم على تعديل الدستور، أو اللجوء إلى الاستفتاء، أو حل مجلس نواب الشعب، وفي تلك الفترة يتم الترتيب لعقد انتخابات رئاسية، نفى رئيس وزراء تونس يوسف الشاهد على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الأخبار المغلوطة والمتداولة بشأن وفاة الرئيس التونسي باجي السبسي.