دولة بيلا التعليمية

ما إن سمعت عن لجنة الغش الجماعي بمدرسة "محمد لطفي العشري" بمركز بيلا محافظة كفر الشيخ "المعروفة إعلاميا بلجنة أولاد الأكابر"، حتى حملت المصحف داعيا الله عز وجل أن يوفق وزير التربية والتعليم إلى تطبيق القانون، ويعينه على الضغوط التي سيتعرض لها من أولياء الأمور ونواب الشعب، ممسكا بمسبحتي داعيا "اللهم انصره.. اللهم أعنه.. اللهم رد كيد الغشاشين في نحرهم قانونا".
عرفت بنبأ لجنة الغشاشين بانفراد للزميلة "فاتن زكريا"، حيث كشفت في تقريرها الصحفي المنشور بالأخبار المسائي عن قيام 390 طالبا بالثانوية العامة "ببيلا" بالغش الجماعي وتطابق كراسات إجاباتهم.
لفت نظري الحدث الجلل، وزاد من انتباهي بعد مطالعة محرك البحث "جوجل" أن هذه اللجنة سيئة السمعة منذ زمن طويل - ومع ذلك كانت من لجان الثانوية هذا العام - وطلاب هذه اللجنة اعتدوا على الملاحظين والمراقبين أثناء الامتحانات، وأن المدرسين استغاثوا بالوزارة لتلقيهم تهديدات من أولياء الأمور للسماح لأبناىهم بالغش.
وعليه شهدت اللجنة تأمينات غير مسبوقة من الأمن، لكنها والكلام ل "خالد عبد الحكم"، نائب رئيس امتحان الثانوية العامة، لم تردع الطلاب عن ممارسة الغش وأعمال الشغب.
وبناءً عليه امتثل الوزير لقول الله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، وأمر بإحضار لجنة مختصة لعمل "فيش وتشبيه" لكراسات الإجابة للتأكد من تطابق الإجابات بين الطلاب.
وقبل أن يرتد إليه طرفه! أثبت المحققون بالدليل القاطع وبعد تحقيقات مكثفة وجود غش جماعى باللجنة.
وما إن نطق "شوقي" بالشهادة علي ثبوت أدلة تورط الطلاب في إجابات "كوبي بست" واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، بحجب النتيجة، وإلغاء امتحان الطلاب لمدة عام على أن يُعد هذا العام2018/2019 رسوبا بالدورين الأول والثاني، بدأت مباراة [بين وزير] سخر القانون له إعلاء قيمة العدل وتكافؤ الفرص بين الطلاب، و[بين نواب شعب] سخرت لهم أهواؤهم ومصالح أصوات الناخبين أن يتدخوا لإعلاء قيمة الواسطة والفساد والغش.
وحتي يوم إعلان نتيجة الثانوية العامة رفض الوزير إغلاق باب "مدرسة بيلا للغشاشين" وقرر ألا يهرب من رياحه المزعجة، وعزم ألا يشتري الراحة والسلامة بطي صفحة الغش الجماعي، وبات كالبطل، يذيع: أنه لا تراجع ولا استسلام عن معاقبة المتورطين، موجها كلمته للنواب: "لما يكون طالب غش، واعتدى على المعلمين، محدش ييجي يتشددله، ياريت النواب مايتوسطوش للولاد دول، ومش هنتراجع، لأننا لو خالفنا القانون هترجعوا تلومونا".
ومنذ ذلك الإعلان وأطنان الوسطات تتدخل لإثناء الوزير عن تطبيق القانون، سواء من أولياء الأمور، أو نواب بيلا، أو حتى محافظ كفر الشيخ، الذي طالب بإلغاء قرار رسوب الطلاب هذا العام، والسماح لهم بدخول امتحانات الدور الثاني- كما الطلاب العاديين الذي لم يوفقوا في إجاباتهم- مبررا ذلك بالحفاظ على مستقبل الطلاب ومراعاة لأهاليهم.
لتنتهي الجولة أمس بإعلان الوزير طارق شوقي بصوت عبد الفتاح القصري "تنزل المرادي"، وتم السماح للطلاب الذين ثبت غشهم الجماعي في مادتين بدخول الدور الثاني، على أن يتم احتساب نصف الدرجة العظمي في حالة نجاحهم بالمخالفة للقانون الذي نصه "يلغى امتحان الطالب فى الثانوية العامة أو النقل، إذا تبين أثناء تقدير الدرجات وجود تطابق فى إجابات الطلاب فى مادة أو بعض المواد مما يقطع بوجود حالة غش جماعى".
ولا عزاء للقانون والمثابرة والاجتهاد.