أدان إسلاميون بمصر اغتيال معارض علماني بارز في تونس اليوم "الأربعاء" لكن متحدثا باسم جبهة الإنقاذ الوطني التي يغلب عليها الليبراليون توقع حدوث اغتيالات في بلاده التي سقط فيها نحو 60 قتيلا في احتجاجات دامية في الأسبوعين الماضيين. وقتل شكري بلعيد بالرصاص أمام منزله في تونس العاصمة مما أدى لاحتجاجات شوارع في عدد من المدن وانسحاب المعارضة من الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور الجديد للبلاد. ووقع الحادث بعد عامين من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي والتي ألهمت نشطاء الإنترنت المصريين بالقيام بانتفاضة مماثلة أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك أوائل عام 2011. وأضرم محتجون النار في مقر حزب النهضة الإسلامي المرتبط فكريا بجماعة الإخوان المسلمين بمصر والذي يحكم تونس عبر ائتلاف يضم علمانيين. وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان أحمد عارف لرويترز "ندين مثل هذه الأفعال ونرى أنها جريمة شنيعة يجب محاصرة مثيلها وتطويقه." وأضاف "نطالب الجميع (في مصر) بالتهدئة لتفويت الفرصة على كل من يريد أن يشتعل المشهد." ويقول الإسلاميون إن بلطجية يستغلون تجمعات المعارضين في ارتكاب أعمال عنف مثل رشق القصر الرئاسي في شرق القاهرة بقنابل البنزين والحجارة يوم الجمعة مما تسبب في مقتل شخصين وإصابة العشرات في اشتباكات مع الشرطة. وقال محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود "لا بد أن يواجه مرتكبو هذا الفعل (اغتيال بلعيد) بعقوبات رادعة في محاكمة عاجلة." وأضاف أنه ليس صحيحا ما نشر في صحف محلية قبل شهور عن أن إسلاميين وضعوا سياسيين وإعلاميين ليبراليين بمصر على قوائم اغتيال. ويقول محللون إن جبهة الإنقاذ لا تسيطر على أغلب المتظاهرين الذين يقولون إن أوضاع معظم المصريين المعيشية ساءت بعد إسقاط مبارك وإن أهدف الثورة التي عبر عنها الشعار "عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية" لم تتحقق. وقال عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عبود الزمر "لا بد أن تكون ممارسة العمل السياسي بالطرق السلمية. الاعتيالات أمر مرفوض تماما." لكن الزمر الذي سجن أكثر من 30 عاما لإدانته في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 قال في مؤتمر صحفي لإسلاميين قبل يومين إن المتظاهرين خارج القصر الرئاسي يجب أن يؤخذوا إلى النيابة العامة مكبلي الأيدي والأرجل. وقال عبد الله بطران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور السلفي في مجلس الشورى "ندين اغتيال المعارض البارز في تونس وندين كافة أنواع العنف واستخدام السلاح في مواجهة الفكر طالما أن التظاهر في دائرة الحوار والرأي والرأي الآخر." ويحذر محللون من أن نزول طرفي الصراع السياسي إلى الشوارع في وقت واحد يمكن أن يتسبب في عنف واسع النطاق. وقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني حسين عبد الغني لرويترز "القاعدة التحتية لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية وتاريخهم في مجال العنف الذي شهد به منشقون عنهم تنبيء باستخدام العنف ضد سياسيين مصريين." وأضاف: "مثل هذه المخاوف لن تثني التيار المدني عن مواصلة نضاله ضد النظام من أجل تحقيق أهداف الثورة".