اختتمت فعاليات الأمسية الشعرية بمعرض الكتاب اليوم بإحياء ذكرى الشاعر العراقى الكبير بدر شاكر السياب ، وتحدث الشاعر السماح عبد الله عن السياب قائلا: 38 عاما كانت حصته الممنوحة له الدنيا، فقد ولد عام 1926 ورحل عن عالمنا 1964.. ورغم ذلك يعد السياب أحد مؤسسى الشعر الجديد فى العالم العربى. وأضاف السماح ان السياب يقف من الشعر الحديث موقف الثائر الذي يعمل على قلب الأوضاع الشعريّة, ونقل الشعر من ذهنية التقليد وتقديس الأنظمة القديمة إلى ذهنية الحياة الجديدة التي تنطق بلغة جيدة ، وطريقة جديدة، وتعبّر عن حقائق جديدة، وقد ساعدَ السيّاب في عمله جرأة في طبيعته، وتحرك اجتماعي وسياسي ثوري هز العالم الشرقي هزاً عنيفاً، ثم انفتاح على أدب الغرب وأساليب الغرب في التفكير والتعبير.. وقد أدخل السيّاب على الشعر العربي ثورته التي قام بها في مجتمعه. وقال إن بدر شاكر السياب بدأ كلاسيكياً، ثم تأثّر برومانسية أبي شبكة من لبنان وبودلير من فرنسا، لكن إضافاته الشعرية وإنجازاته بدأت بشعره الواقعي، ولاسيما قصائد حفّار القبور؛ والمومس العمياء؛ والأسلحة والأطفال.. وتعد قصيدتاه: أنشودة المطر؛ وغريب على الخليج صوتاً مميزاً في الشعر العربي الحديث، وفيهما يظهر صوته الشعري المصفى وقدرته الإبداعية العميقة.. يقول مطلع أنشودة المطر: عيناك غابتا نخيل ساعة السحر أو شُرْفَتَان راح ينأى عنهما القمر عيناك حين تبسمان تورق الكروم وترقص الأضواء كالأقمار في نهر يَرُجّه الجذّاف وَهْناً ساعةَ السحر وتبلغ القصيدة ذورتها في قوله: أتعلمين أي حزن يبعث المطر وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع بلا انتهاء كالدم المراق، كالجياع كالحب، كالأطفال كالموتى هو المطر وقد شارك عدد من الشعراء بإبداعاتهم فى الأمسية الأخيرة بالمعرض ومنهم: د. يسرى العزب وأمين الديب ومنعم الفقير من العراق، ومحمود الحلوانى وأشرف عامر وعاطف الجندى وأمل جمال.