أكد السفير بيير دوكان المفوض الوزاري الفرنسي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط أن جزءا كبيرا من مصير ومستقبل أوروبا وأفريقيا يتحدد في منطقة البحر المتوسط، ولذا رأت فرنسا ضرورة عقد قمة تجمع الضفتين بمارسليا دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. جاء ذلك في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط من داخل مقر الاتحاد من أجل المتوسط بمدينة برشلونة مع السفير بيير دوكان المكلف من قبل الحكومة الفرنسية بالإعداد لقمة ضفتي البحر المتوسط المرتقبة يومي 23 و24 يونيو المقبل بمدينة مارسيليا بجنوب فرنسا. وقال بيير دوكان إن الرئيس ماكرون مقتنع تمامًا بضرورة إعادة صياغة رؤية سياسية لمنطقة المتوسط، لا سيما أن السنوات الأخيرة شهدت تكوين رؤية سلبية بسبب الهجرة غير الشرعية والمخاوف من الإرهاب والتطرف، ولذا اعتبر أن هناك حاجة لإطلاق سياسة متوسطية بطريقة مختلفة، تشمل إشراك المجتمع المدني على نطاق واسع عبر اختيار مجموعة من الشخصيات المؤهلة لحمل رسائل المجتمع المدني في قمة مارسيليا. وأضاف أن فرنسا باعتبارها دولة كبيرة في المتوسط تسعى دائما لطرح أفكار لصالح المنطقة، ولديها اهتمام كبير بالعمل مع الشباب والمجتمع المدني، لافتا إلى أن قمة الضفتين المرتقبة في يونيو ستشهد استعراض إنجازات الاتحاد من أجل المتوسط بعد 10 سنوات على إنشائه، وكذلك بحث أبرز القضايا والتحديات في منطقة المتوسط. وكشف دوكان عن أن (قمة ضفتي المتوسط) ستشهد حضور رؤساء دول وحكومات "مجموعة خمسة زائد خمسة" ( 5+5 )، بجانب الاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات الدولية من بينها مؤسسة اناليند للحوار بين الثقافات والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، فضلا عن مشاركة 100 شخصية من المجتمع المدني بواقع 10 من كل دولة من مجموعة (5+5)، تقل أعمارهم عن 41 عاما ويأتون من مختلف القطاعات والمنظمات غير الحكومية. وردا على سبب مشاركة قادة عشر دول فقط (5+5) وليس جميع الدول الأعضاء بالاتحاد من أجل المتوسط، قال المسئول الفرنسي عن الإعداد للقمة إن مجموعة الخمسة زائد خمسة هي أقدم منظمة متوسطية وموجودة منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي وتعد "الأكثر براجماتية" وتنقسم إلى عدة قطاعات، مؤكدا في الوقت ذاته، أن بلاده لم تستبعد أية دولة من المشاركة في هذه القمة حيث أن بقية بلدان المتوسط والتي لن تحضر القمة سيمثلها الاتحاد من أجل المتوسط (الذي يضم في عضويته 43 دولة)، وكذلك الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية. وشدد على ضرورة عدم قياس علاقات فرنسا بأية دولة بالنظر إلى مشاركتها من عدمه بقمة مارسيليا، مستشهدا بعلاقة باريس بأثينا والتي وصفها بالعلاقات الممتازة، في حين أن اليونان لن تحضر أيضا قمة الضفتين. وعن اختيار مدينة مارسيليا لاستضافة (قمة الضفتين)، ذكر أن فرنسا لديها عدة مدن على البحر المتوسط مثل كان ونيس ومونبلييه، إلا أن مارسيليا تعد أكبر مدينة متوسطية وينظر إليها كرمز للتنوع الثقافي وللبحر المتوسط، لافتا إلى أن سكان بلدان شمال أفريقيا وجنوب أوروبا عند زيارة مارسيليا يشعرون بأنهم في بلدهم. وبالحديث عن مصر (أول من ترأس الاتحاد من أجل المتوسط بعد تدشينه عام 2008 بالشراكة مع فرنسا)، شدد الدبلوماسي الفرنسي على أن القاهرة شريك أساسي للاتحاد من أجل المتوسط وكذلك لفرنسا، مشيرا إلى العلاقات الطيبة التي تربط البلدين، وهو ما عكسته الزيارات المتبادلة بينهما على المستوى الرئاسي والوزاري.. مبرزا حرص فرنسا على التشاور سياسيا مع مصر بشأن قضايا منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا. كانت فرنسا قد طلبت من الاتحاد من أجل المتوسط بقيادة السفير ناصر كامل الإعداد لقمة ضفتي المتوسط، وقام الاتحاد باستضافة مؤتمر (الحوار الإقليمي) يومي 23 و24 مايو الجاري بمقره ببرشلونة، وقدم خلاله توصيات ومقترحات لتعزيز التعاون الأورومتوسطي على أن تتم مناقشة هذه التوصيات في الاجتماع التحضيري الأخير للقمة بتونس يومي 11 و12 يونيو المقبل قبل رفعها إلى قمة مارسيليا. يذكر أن مجموعة (خمسة زائد خمسة) تتكون من 5 دول أوروبية هي (إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا)، ودول اتحاد المغرب العربي الخمس؛ وتسعى المجموعة، التي أنشئت سنة 1990 بروما، إلى تكثيف التشاور بين البلدان الأعضاء وتعزيز التعاون الإقليمي والحوار السياسي وتحقيق التوافق بشأن المقاربات الممكنة للقضايا والإشكاليات ذات الاهتمام المشترك. وطرحت مالطا من قبل إمكانية توسيع مجموعة (5+5) من خلال ضم مصر واليونان إليها لتصبح (6+6).