في وقت تتصاعد فيه التوترات بمنطقة الشرق الأوسط بين إيرانوالولاياتالمتحدة، ومخاوف من اندلاع حرب، من جهة، وترقب لخطة الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، وخاصة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، خرج الأمين العام لحزب الله اللبناني، الذراع الأولى لإيران في المنطقة، حسن نصر الله، السبت، في ذكرى عيد المقاومة والتحرير، للحديث عن "صفقة القرن "والتطورات الأخيرة بالمنطقة. حذر نصر الله من الصفقة، التي لا تلقى قبولا حتى الآن بالمنطقة، ومن خطر توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، قائلا إنه "يقترب بسرعة"، داعيا إلى العمل على إعداد خطة لبنانية فلسطينية مشتركة لمواجهة خطر التوطين. وقال إن القضية الفلسطينية تواجه أكبر مؤامرة لتصفيتها، وأن الجميع معنيون في تحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة صفقة القرن المشؤومة. ولفت إلى الحديث عن أولى خطوات صفقة القرن، وهو مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي دعت إليه الولاياتالمتحدة، مشيدا بموقف السلطة الفلسطينية المقاطع للمؤتمر، زاعما أن كلا من علماء وشعب البحرين يرفضون هذا المؤتمر. لماذا تحدث نصر الله؟ كان الحديث عن "صفقة القرن" مقدمة لما يريد نصر الله قوله، وهو الحديث عن التوترات في المنطقة وخاصة الخليج، حيث ربط نصر الله بين "صفقة القرن" والتصعيد بين إيرانوالولاياتالمتحدة، ودول الخليج العربي. وقال نصر الله إن التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الخليج، والتي تستهدف إيران مرتبطة ب"صفقة القرن"، وبقوة، على الرغم من أن التوتر الإيراني الأمريكي أقدم من فكرة "صفقة القرن" التي لا تزال بنودها غامضة مجهولة. كما أن التوترات الأخيرة بدأت منذ العام الماضي، حين انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني بدعوى أنه لن يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وبعد رفض طهران تعديل بنود الاتفاقية. وبناء عليه، وقعت الولاياتالمتحدة حزمتين من العقوبات، على إيران ، وأعلنت أنها تسعى إلى الوصول بصادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، لتهدد إيران في المقابل بغلق مضيق "هرمز. وأخيرا أدرجت واشنطن الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. لترد طهران بإدراج القوات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط على قوائم الإرهاب. وازدادت حدة التوترات مؤخرا بعد تجديد إيران تهديداتها بغلق المضيق، ليتوالى التصعيد حد تهديد كلا الجانبين بإعلان الحرب على الآخر، حتى قامت الولاياتالمتحدة بإرسال حاملة طائرات "إبراهام لينكولن" وقاذفات قنابل بعد ورود تقارير عن هجوم محتمل على القوات الأمريكية. وأخيرا ، أعلن ترامب أنه أمر بإرسال 1500 جندي أضافي إلى الشرق الأوسط تحسبا لأي هجوم إيراني، بعد تورط إيران في عملية تخريب 4 سفن من بينها سفينتين سعوديتين قبالة ساحل الإمارات، والصواريخ التي تطلقها مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن والمدعومة من إيران، تجاه المملكة. كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نشرت مقالا جاء فيه أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أجرى اتصالين مهمين ب"عصائب أهل الحق" في العراق، و اتصال آخر بحسن نصر الله. وقالت إن سليماني، خرج من جلسة طارئة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في أغسطس 2018، ناقشت كيفية الرد على تدهور مبيعات النفط، بسبب العقوبات الأمريكية، وبدأ بإجراء عدد من الاتصالات المهمة. وقال سليماني في الاتصال الأول، بحسب الصحية، قادة "عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله" في العراق:"أيها الإخوة، لديكم إذن مني. اتبعوا المسار الصحيح الآن". وأوضحت أن ؤلاء المقاتلين التابعين لإيران في العراق، يسعون منذ هزيمة "داعش"، إلى إخراج القوات الأمريكية من العراق، والمقدر قوامها ب5 آلاف جندي. أما اتصال نصر الله، فقد قال فيه سليماني له: "التحالف الأمريكي الصهيوني يحيك مؤامرة وهناك عاصفة قادمة.. كن جاهزا". ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد أسبوع واحد من هذه المكالمات، تعرض موكب أمريكي كان متجها من المنطقة الخضراء المحصنة إلى مطار بغداد لتفجير، وقد قتل حينها مسؤول سياسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية وثلاثة دبلوماسيين وضابط في الجيش الأمريكي.