نقلت شبكة "بي بي سي" عن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وصفه الخطة الأمريكية المتوقعة لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بأنها "صك استسلام". وقال المالكي، إن الخطة التي يصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنها صفقة القرن، هي في الواقع "تكريس لمحنة الفلسطينيين المستمرة منذ قرن". ولم تصدر تفاصيل مؤكدة عن الخطة التي تقول واشنطن إنه قد يكشف النقاب عنها الشهر المقبل. وكان جاريد كوشنر، مستشار ترامب رفيع المستوى ومهندس الخطة، قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن المقترحات سوف تكون بمثابة "إطار.. يؤدي إلى أن يكون الطرفان في وضع أفضل". ولم يتضح ما إذا كانت الخطة ستقوم على أساس "حل الدولتين"، وهي الصيغة المطروحة منذ فترة طويلة لتسوية النزاع من خلال إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، مع مشاركة الجانبين القدس كعاصمة. ويؤيد الفلسطينيون وأغلب المجتمع الدولي هذه الصيغة من حيث المبدأ، فيما تبدي القيادة الإسرائيلية فتورا نحوها. وقال المالكي، في مركز تشاتام هاوس للدراسات في لندن، إن كل المؤشرات تقود إلى أن "الإدارة الأمريكية تستعد لمنح موافقتها لسياسات إسرائيل الاستعمارية". وأضاف: "بالنسبة لقيادة جهود السلام، (نجد أن) العالم ترك مقود السيارة لسائق متهور.. وعلينا انتظار انطلاق السائق المتهور فوق هاوية أو دهسه الشعب الفلسطيني قبل القيام بأي شيء بشأن الأمر". وبنت إسرائيل نحو 140 مستوطنة تضم نحو 600 ألف يهودي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية منذ احتلالهما عام 1967. وتتسرب بنود صفقة القرن منذ عام 2016 بأشكال مختلفة، فبعض التقارير لا تتحدث عن قيام دولة فلسطينية، وتقارير أخرى تقول أنها ستسمح بإقامة دولة، بينما تزعم أخرى أن دول مجاورة ستمنح أراضي للفلسطينيين. وشهد عام 2018 تسريب العديد من المعلومات غير المؤكدة عن صفقة القرن المزعومة، والتي جاءت بالتزامن مع خطوات خطيرة اتخذتها الإدارة الأمريكية تمهيدا للإعلان عن هذه الخطة. وأكدت البنود المسربة أن صفقة القرن تأتي عكس كل خطط السلام السابقة، التي تقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية على أساس حدود 1967، ولكن الصفقة لا تقوم بالأساس على معادلة السلام مقابل الانسحاب، بحسب قناة "روسيا اليوم". ورغم عدم وجود معلومات مؤكدة فيما يتعلق بمحتوى صفقة القرن، إلا أن البنود والنسخ المتعددة لشروط الصفقة تجعل الرفض يأتي قبل إعلانها رسميا. وفي تصريحات تعود إلى 17 أبريل الماضي، أوضح جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، ومستشاره السياسي، أن صفقة القرن ستعلن بعد شهر رمضان، موضحا أن مقترح السلام في الشرق الأوسط يتطلب تنازلات من الجانبين. وطالب كوشنر، بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة "رويترز" حينها، الدول، بالتحلي بذهن منفتح تجاه مقترح ترامب للسلام، المنتظر الإعلان عنه في الشرق الأوسط. وتوقعت الصحف العربية أن تمرير هذه الصفقة لن يكون سهلا مثلما يتوقع كوشنر، ففي تقرير نشره موقع "فلسطين أونلاين"، بيَّن أنه: "لن يستطيع أي طرف أو قوة فرض صفقة ترامب على الفلسطينيين، وطالما لا يوجد طرف فلسطيني يقبل ذلك فلن تمر الصفقة". وأشار الموقع إلى أنه حتى بعض الأكاديميين الإسرائيليين الذين حذروا أمريكا وإسرائيل بأنهم سيكونون أمام الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، كما حدث حينما رفض عرفات في كامب ديفيد عرضا أكثر تقدما من صفقة ترامب، فرفضها الفلسطينيين وفجروا انتفاضة الأقصى.