يستعد كبار أعضاء المحافظين لإخبار رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، بتحديد موعد لرحيلها عن مقر الحكومة في 10 داونينج ستريت، الأسبوع المقبل، بعد أن شعر الحزب بالحرج في الانتخابات المحلية، وفقا لما أوردته صحيفة "ميرور" البريطانية نقلا عن الحزب. وخسر المحافظون أكثر من 1300 مقعد - وفقدوا مقعدًا من بين أربعة أعضاء في مجلس العموم البريطاني- ما أدى إلى فقدهم السيطرة على أكثر من 40 مجلسًا في ترجمة لغضب الناخبين ويأسهم من خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي قدمتها رئيسة الحكومة. وكانت تلك الخطة بمثابة أسوأ أداء من قبل الحزب الحاكم منذ ما يقرب من 25 عامًا، وتم توصيفها على أنها «مذبحة» بينما يظل حزب المحافظين يعاني من أثر تلك السقطات المتلاحقة. وفي مواجهة من ماي للدعوات الجديدة التي تطالبها بالتنحي، وسط محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن تتعرض لتحدي، يوم الثلاثاء المقبل، من أجل تحديد جدول زمني لرحيلها وتركها منصب رئيس الحكومة في بريطانيا. وذكرت صحيفة «تايمز» أن رئيس لجنة المحاربين في حزب المحافظين لعام 1922، السير جراهام برادي، سيلتقي برئيسة الوزراء عندما تعود إلى العموم، الثلاثاء المقبل؛ للمطالبة بتحديد موعد لمغادرة منصبها. وذكر التقرير إن جراهام التقى ب ماي، الخميس الماضي، ووافق على تأجيل طلب اللجنة لها بتحديد موعد إلى ما بعد الانتخابات. وأخبر مصدر في اللجنة «تايمز» أنه إذا رفضت ماي تحديد موعد للانسحاب، فقد يتم التحرك لإعادة كتابة القواعد لفرض تصويت بحجب الثقة عن حكومتها. ودعا نائب ساوثيند ويست، السير ديفيد أميس، اللجنة إلى اتخاذ إجراء ضد ماي في هذه الحالة، قائلًا: «أعتقد أنه كان من المنطقي أكثر بكثير لو أنه قبل الانتخابات، كان هناك بعض الدقة قبل الانتخابات، ومن المقرر أن يتم تحديد التاريخ الذي ستغادر فيه تيريزا ماي، وبعد ذلك يمكن المضي قدمًا في العملية الانتخابية. وتشهد بريطانيا موجات من غضب الجماهير بسبب حجم الخسائر المتصاعدة جراء فشل ماي في إنجاح خطة «بريكست» وهي تلقي خطابًا في ويلز، إذ قاطعها رجل يصرخ، قائلا: «لماذا لا تستقيلي؟ نحن لا نريدك». وردت ماي قائلة إنها ستتنحى عن زعامة حزب المحافظين عندما يتم التصديق على اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وتسلمها إلى خليفة للتفاوض على العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، لكنها لن تستسلم للضغط من أجل تحديد موعد لرحيلها. ويبدو أن رئيسة الوزراء البريطانية تضع مستقبل حزبها بين أيدي زعيم حزب العمل جيريمي كوربين، من خلال الترحيب بعرضه لمساعدتها في حل مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.