سلط الكاتب الصحفي محمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، الضوء على الأوضاع التي تعيشها دول منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الراهنة، وذلك في مقالة له بموقع الإتحاد الالكتروني، تحت عنوان "خرافات أنقرةوالدوحة". وقال الكعبي إن الألم في تركيا وقطر شديد جدًا هذه الأيام، ولا مسكنات أبدًا، مشيرا إلى أن أبواب السودان موصدة تمامًا. وأضاف أن مصر طوت صفحة الإخوان نهائيًا، كما أن الجيش الوطني الليبي يضرب معاقل الإرهاب، وميليشيات الحوثي تحصي خسائرها، مشيرا إلى أن الشارع العربي أدرك بوضوح بشاعة المخطط في سنوات الربيع الدامي. وأوضح أنه الانتخابات المحلية التركية فاجأت رجب طيب أردوغان، فكسبت المعارضة، وخسر بلدية إسطنبول، التي كان رئيسها في 1994، مضيفا: أما جزيرة الدوحة، فقد تحولت إلى محطة للمنوعات، تصلح للطرائف، لفرط خيالها الواسع، وانتكاساتها المهنية المتتالية. وأشار إلى أن السودان كان المعقل الأخير المرشح لسرقة آمال شعبه، والنفاذ إلى مجتمعه، بأكاذيب الربيع، موضحا أن الجيش والقوى السياسية والشارع متفقون على التوصل إلى عملية سياسية، تصل إلى أهدافها بحكومة مدنية، تعيد إلى هذا البلد قوته، وتستثمر موارده، لصالح تنمية وطنية حقيقية. وأول ما يعنيه ذلك أن التطرّف ومموليه وداعميه، خارج المعادلة تمامًا، والتجربة في الجوار، وفِي أفريقيا العربية خير برهان. ولفت إلى أن السودان انحاز فور الإطاحة الشعبية برئيسه السابق إلى معسكر الاعتدال العربي، وأغلق المنافذ فورًا على الإخوان المتقاعدين في أنقرةوالدوحة. وتابع أن تركيا اخترعت خرافة «التجسس الإماراتي»، وروّجتها «الجزيرة»، على نحو مضحك جدًا، وأعلنت عن القبض على شخصين، ولَم تجد أدنى دليل لعلاقتهما بالإمارات، سوى أنهما يعرفان شخصية فلسطينية، تقيم في الإمارات، وإزاء هذا الارتباك، تغيّر الاتهام إلى مجرد شبهة، ثم إلى مادة للتندُّر والسخرية من غباء الحبكة التركية، على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: بلغ الخبث مستوى آخر من مستويات الرداءة، حين سعت الدعايتان التركية والقطرية إلى البحث عن صلة بين الشخصين المشتبه بهما، ووفاة جمال خاشقجي، رحمه الله. هذا والقضية كلها في طور الاشتباه وهذا ليس أكثر من بناء الكذب على الكذب. واستطرد: رأينا على شاشة الجزيرة، ومنصات الإخوان أخيرًا معارضًا إماراتيًا، ونحن لا نعرفه إلا هاربًا من قضايا مالية، تورط فيها، ولكن لا غرابة أبدًا، فهذا النوع الرخيص من الدعاية قادر على تحويل الفارين من وجه العدالة إلى معارضين و ناشطين سياسيين، يتنقلون بين فنادق الدوحةوإسطنبول، ويُستخدمون كورقة موسمية، سرعان ما تنتهي إلى النسيان. واختتم الكعبي مقالته: الإمارات، ومصر، والسعودية، وليبيا، والسودان، ودول عربية أخرى، ستكون في دائرة الاستهداف في قادم الأيام، تعبيرًا عن شدة الألم في عواصم الشر، لكنّ الشفاء متعذر، حين تمرض الدول بالوهم والكذب والغرور.