نظمت وزارة الأوقاف من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة ، ندوة للرأي بعنوان " الصلاة باب الصلة". وحاضر في الندوة كل من الدكتور هاني السيد تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة، والشيخ يسري عزام إمام مسجد صلاح الدين، بحضور لفيف من القيادات الدينية بالوزارة. وفي كلمته أكد الدكتور مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الصلاة من أعظم أركان الإسلام، فهي الركن الثاني بعد الشهادتين، وبها تتحقق الصلة بين العبد وربه، وبها تصلح جميع أعمال العبد ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ"، مبينًا أن صلة العبد بربه في الصلاة تتحقق بالمداومة عليها، بأدائها بأركانها، وشروطها، مستدًلا بوصف الله (تعالى) للإنسان في سورة المعارج بقوله تعالى : " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا *إِلَّا الْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ". وبين أن الصلاة نجني ثمرتها إذا نهت صاحبها عن الفحشاء والمنكر ، قال تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"، وهذا لا يتأتى إلا إذا أداها مستحضرًا عظمة الله تعالى، فالله أكبر من كل شيء، وهذا معنى تكبيرة الإحرام ، فبها يحرم على المصلي كل شيء قبلها خلاف ذكر الله (تعالى)، إذ إنه قد دخل في حضرة الله تعالى، فلا يشغل ذهنه بأي شيء، كما أن الصلاة مطهرة له ولذنوبه ، كالنهر الذي يغتسل فيه الإنسان كل يوم خمس مرات، فلا يبقى من درنه ووسخه شيء. وأكد إمام مسجد صلاح الدين أن الله تعالى رب العباد فمن أراد المزيد فلابد من التسليم لله تعالى، والاتصال به ، من خلال معراج القلوب وهو الصلاة، فالصلاة نور، وإذا دخل العبد في الصلاة فإنه يتهيأ لإدراك نور الله تعالى، ومن لم يحصل له نور فماله من الله نور، كما أن الصلاة صلة بين العبد وربه فلا تحتاج لموعد، ولا ميعاد فالمصلي هو الذي يتخير الزمان والمكان، مبينا أن الله (تعالى) خلق الثقلين للعبادة، وأساس العبادات الصلاة ، لذا فرضها الله على رسوله من فوق سبع سموات، كما أن الصلاة معراج للأرواح ، وصعود بها إلى الملأ الأعلى، فيدرك العبد بها ما لا يُدرك إلا بالله. وفي كلمته أكد إمام مسجد السيدة نفيسة، أن الصلاة معراج المؤمنين، وهي ميزان البدن والعقل والروح، ومن تركها فقد ترك الدواء الذي أهداه الله تعالى له، والصلة التي بينه وبين ربه.