صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة د.هيثم الحاج على، كتاب بعنوان "مذكرات فتوة " تقديم وتحقيق صلاح عيسى، وتأليف المعلم يوسف أبو حجاج. ويقول صلاح عيسى فى تقديمه: " لم تكن الندرة السبب الوحيد وراء تفكيريفي إعادة نشر وتحقيق مذكرات فتوة فما أكثر المخطوطات التي لم تنشر من قبل ولا جدوى من حقيقها ونشرها وما أكثر المطبوعات النادرة التى لا فائدة فى إعادة طبعها ناهيك عن بذل مجهود فى تحقيقها إذ الأصل فى الحالتين أن يكون للنص - سواء كان مخطوطا أو نسخا قليلة منمطبوع – قيمة علمية أو أدبية أو تاريخية تبرر الجهد المبذول فى نشر المخطوط أو إعادة نشر المطبوع. وكان أول من نبهنى حين وقعت الطبعة الثانية من الجزء الأول من مذكرات فتوة بين يدى قبل حوالى نصف قرن إلى أن لها قيمة دفعتنى للاهتمام بها وأغرنى بقراءتها ، المقدمة القصيرة التى كتبها لهذا الجزء أحد أعلام الأدب والفكر والتاريخ فى القرن الماضى ، وهو المفكر اللغوى والمؤرخ والصحفىالسورى خير الدين الزركلى. أما الذى حسم ترددىفى إعادة نشر الكتاب وتحقيقه فهو أن ما كتبه خير الدين الزركلى عنه وجد دعما من كاتب آخر من أعلام القرن العشرين". ومذكرات فتوة قصة فكاهة انتقادية تعطيك صورة جلية من لأخلاق وعادات وآداب واصطلاحات اختصت بها طبقة من عامة طبقات المصريين وهم الذين يلقبون ب الفتوات ألفها بطل وقائعها المعلم يوس أبو حجاج وأملاها على صاحب جريدة لسان الشعب وطلب منه نشرها فى جريدته. وتبدو مذكرات فتوة نصا نادرا لأنه يحتفظ لنا بالمصطلحات اللغوية الخاصة بطائفة الفتوات خلال تلك المرحلة وهى مصطلحات تشتد الحاجة للاحتفاظ بها بعد أن اختفت تشكيلات الفتوة.
