جلس على المقهى ينتظر صافرة الحكم ليبدأ في مغازلة شغفه المتعلق برؤية لاعبي الزمالك على المستطيل الأخضر، غير أن النهاية لم تكن متعادلة في حياة الشاب " أحمد عودة - 23 سنة " مثلما انتهت بتعادل باهت لقطبي القمة في المستطيل الأخضر. أحمد انتهى من مشاهدة المباراة في تلك الفترة التي أجّل فيها عمله في سوبر ماركت ليتفرغ للمشاهدة والتشجيع، غير أن سخونة المواجهة الكروية على أرض الملعب كانت أهدى كثيرا من النقاشات بين الجماهير عقب انتهاء القمة، والتي عُرفت مؤخرا ب التحفيل. تواترت الأحاديث ما بين الزملكاوي الشغوف والأهلاوي الصميم لتنتقل من خانة الحديث والنقاش والرأي إلى الاشتباك والاعتداء والقتل، وتنتهي حياة الشاب بسبب اختلاف في الرأي حول فرص الأهلي للتهديف كانت أقرب أم فرص الزمالك للفوز كانت أكثر إتاحة. التعصب الأعمى قاد الجماهير الى تلك الحالة التي غابت فيها العقول وجمحت فيها المشاعر الى الإعتداء الآثم والفعل المميت، ليندم الجميع فيما بعد على وفاة الشاب صريع القمة. الليوم، شيع الآلاف من أبناء ومواطني الغربية جنازة الشاب أحمد عودة ضحية التعصب الكروي في مشهد جنائزي مهيب عقب أداء صلاة الجنازة عليه بالمسجد الكبير بشوارع مدينة كفر الزيات. و ردد أهالي وأقارب الضحية الزغاريد مرددين عبارة " ابننا شهيد في الجنه وربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته يارب العالمين". اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية كان تلقى إخطارا بالأمس من اللواء السعيد شكري يفيد بورود بلاغ إلى الرائد هادي سالم رئيس مركز شرطة كفر الزيات حول وفاة الشاب أحمد عودة 23 سنة عامل سوبر ماركت بسبب مشادات مع آخرين على خلفية مباراة القمة 117 بين فريقي الأهلي والزمالك. وبتقنين الإجراءات الأمنية وإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن الرائد هادي سالم رئيس مباحث قسم شرطة كفر الزيات من ضبط المتهم وتبين أنه سائق توك توك وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.