بحكم من المحكمة الجنائية الدولية، سيقضي سفاح البوسنة والزعيم السياسي الصربي السابق رادوفان كاراديتش ما تبقى من عمره سجينًا، عقابًا على ارتكاب مذابح مروعة بحق مسلمي البوسنة. ولد السياسي الصربي رادوفان كاراديتش في 19 يونيو 1945 ببلدة بيتنجيكا بجمهورية الجبل الأسود حاليًا، سُجن والده خلال فترة كبيرة من حياته لانخراطه في منظمة عسكرية من مخلفات جيش مملكة يوغوسلافيا. وفي 1960، انتقل رادوفان كاراديتش لدراسة الطب النفسي بجامعة سراييفو، وقضى عام تدريب طبي بجامعة كولومبياالأمريكية بين عامي 1974 و1975. كان لدى كاراديتش ميول لنظم الشعر، ودفعته ذائقته الشعرية للاهتمام بالسياسة، وفي عام 1989 شارك في تأسيس الحزب الديمقراطى الصربى في البوسنة والهرسك الذي هدف إلى جمع الجمهورية الصربية البوسنية. تزعم كاراديتش صرب البوسنة في مطلع التسعينيات، وأشرف مع القائد العسكري لصرب البوسنة راتكو ملاديتش على مذابح إبادة جماعية منهجية بحق مسلمي البوسنة، أبرزها وأشهرها وأكثرها بشاعة مذبحة سربرينيتسا في يوليو 1995، التي راح ضحيتها نحو 8 آلاف من مسلمي البوسنة معظمهم من الرجال والصبيان. وظل كاراديتش هاربًا من العدالة لوقت طويل بلغ 13 عاما بداية من عام 1995 حتى 21 يوليو 2008. وكانت حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية قد عرضت مبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي جائزة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه ومعاونه راتكو ملاديتش. وتفيد الوثائق الصربية الصادرة عن حكومة بلغراد أنه قد ألقي القبض عليه في صربيا يوم الإثنين 21 يوليو 2008 وهو على متن حافلة في العاصمة الصربية؛ حيث كان يحمل أوراقا وبطاقة هوية مزيفة، وقد تبين فيما بعد أن كاراديتش كان يعمل في عيادة خاصة متخفيًا تحت شعر أبيض ولحية بيضاء كثيفة وطويلة، ويحمل أوراقًا ثبوتية مزورة ويعيش حياة شبه طبيعية مدعيًا أنه رجل غير صربي ويعمل في مجال الطب البديل مستفيدًا من خلفيتة الطبية ويتنقل تحت اسم دراجان بابيتش. خضع رادوفان كاراديتش للتحقيق أمام قاض صربي عقب اعتقاله. ومثل أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي في السادس عشر من أكتوبر من عام 2012، التي بدأت محاكمته بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة. يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، التي تأسست عام 1993 في لاهاي للتعامل مع الجرائم الكبرى في الحروب اليوغوسلافية، اتهمت ملاديتش ورئيسه السياسي رادوفان كاراديتش عام 1995 بعد "مذبحة سريبرينيتسا". وقال قضاة المحاكمة إن كاراديتش كان له دور فعال في حملة القصف والقنص ضد المدنيين خلال حصار دام 44 شهرا على سراييفو، وأرهب سكان العاصمة البوسنية. وتضمنت الحملة المناهضة للكروات والمسلمين إنشاء نظام لمعسكرات الاعتقال، حيث احتجز غير الصربيين في ظروف غير إنسانية، وتعرضوا للضرب والتعذيب والاعتداء الجنسي، وفقا لقضاة المحاكمة.