عقدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أمس، الثلاثاء، على هامش فعاليات الدورة ال40 لمجلس حقوق الإنسان بمقر الأممالمتحدة بجنيف ندوة تحت عنوان "حرية الاعتقاد: الطوائف المسيحية في الشرق". وتزامنت الندوة مع عرض مقرر الأممالمتحدة الخاص المعني لحرية الاعتقاد تقريره على المجلس، وأدار النقاش الدكتور حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وكان من بين المتحدثين عصام شيحة، أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والسفير إبراهيم سلامة، مدير شعبة معاهدات حقوق الإنسان بالأممالمتحدة، وجون ماهر، أمين عام منظمة CHEDRO المعنية بالدفاع عن حقوق مسيحيي الشرق، والدكتور ألكسندر ماهر، نائب رئيس المنظمة الفرنسية المصرية لحقوق الإنسان. وافتتح أبو سعدة الجلسة بكلمة ناقش خلالها تأثير الإرهاب والتطرف على حرية الاعتقاد في المنطقة، واستشهد باستهداف الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى لدور العبادة المسيحية في مصر وتدميرهم لأكثر من 60 كنيسة. وأكد أهمية الجهود المبذولة من قبل الدولة المصرية والمجتمع المدني في نبذ التطرف وتشجيع تجديد الخطاب الديني. وألقى جون ماهر كلمة باسم منظمة تتطرق فيها إلى المصاعب التي تواجهها بعض الطوائف المسيحية في المنطقة، وندد بتساهل المجتمع الدولي في تعامله مع انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة. أما الدكتور ألكسندر ماهر، فقد ناقش أوضاع المسيحيين في مصر وأشار إلى ممارسات التمييز التي يتعرض لها بعض المسيحيين في المدارس وإمكان العمل وفرص التوظيف وأقسام الشرطة. وقال إن قيادات الدولة المصرية حريصة على منع تكرار مثل هذه الوقائع، وأشاد بلقاء الإمام الأكبر أحمد الطيب الأخير بالبابا فرنسيس في أبو ظبي ورسائل التسامح التي بعث بها خلال هذا اللقاء. كما طالب ألكسندر بمراجعة المناهج في المعاهد الأزهرية في إطار جهود نبذ التطرف. وعرض السفير إبراهيم سلامة، مدير شعبة معاهدات حقوق الإنسان بالأممالمتحدة، مبادرة المفوض السامي لحقوق الإنسان "الإيمان من أجل الحقوق"، وسرد المسئول الأممي مراحل تطور هذه المبادرة منذ 2009 حتى إعلانها من بيروت في 2014. وشدد سلامة على تركيز هذه المبادرة على تصويب أفكار الأفراد وزرع قيم التسامح الديني فيهم وقبول الآخر بعيدا عن الحكومات والمؤسسات الدينية، وأكد ضرورة إلغاء قوانين ازدراء الأديان واستبدالها بتشريع يجرم نشر الكراهية باسم الدين. واختتم كلمته بالتأكيد أن حقوق الإنسان لا تتجزأ، فحتى نحترم حرية الاعتقاد يجب أن نتمكن من حماية حرية الرأي وحتى نحمي حرية الرأي نحتاج إلى تعزيز الحق في التعليم وحتى نتمكن من تعزيز حق التعليم يجب أن توفر الحق في الطعام. وعقب السيد عصام شيحة، أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، على المتحدثين مؤكدا خطورة الإرهاب والتطرف على حرية الاعتقاد. وقال شيحة إن ثورة 30 يونيو في مصر خير شاهد على نبذ السواد الأعظم من المصريين الطائفية والإرهاب. وندد بأفكار الكراهية التي يتلقاها بعض رموز التيار السلفي في مصر، وأكد معارضة غالبية الشعب المصري لها. وأكد أبو سعدة وشيحة على تبني المنظمة لمبادرة المفوض السامي لحقوق الإنسان (الإيمان من أجل الحقوق) وشددوا على أهميتها لمواجهة أفكار التطرف والإرهاب وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان في مصر والمنطقة. واختتم الفعالية بالتأكيد على الحاجة لتحقيق المواطنة بين المواطنين دون أى شكل من أشكال التمييز، وتبنى برنامج لنشر ثقافة التسامح والقبول بالآخر ومكافحة خطاب الكراهية الذي تتبناه جماعات سياسية ودينية. وشدد أبو سعدة على ضرورة تصدى الدولة لجرائم الكراهية وتعزيز المواطنة.