الحصان الأسود الروسي في الجو.. موسكو تتحدى واشنطن بمنظومتها الصاروخية الأقوى

بعد إعلان واشنطن انسحابها من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى التي عقدتها مع روسيا عام 1987، لم تهتز روسيا جراء ذلك، بل أعلنت عودتها إلى حلبة السباق لتطوير الصواريخ، من خلال تطوير صواريخ "كاليبر" واستخدام منصات برية لإطلاقها.
وفي هذا الإطار، نستعرض مميزات صواريخ "كاليبر" الروسية المجنحة، والتي أصدرت موسكو قرارا بتطويرها، ردا على انسحاب واشنطن من المعاهدة.
ما صواريخ كاليبر؟
كاليبر هو نظام صواريخ متعددة المهام، منها ما يتم إطلاقه من السفن ويسمى "كلوب N" ومنها ما يطلق من الغواصات ويسمى "كلوب S"، ويوجد للصاروخ خمس طرازات، اثنان منها مضادة للسفن، وواحد يستخدم في الهجوم البري، واثنان مضادان للغواصات.
أهم مميزات الصاروخ
ما يميز صواريخ كاليبر هو صعوبة اكتشافها عبر الرادارات بسبب صغر قطر الصاروخ واستخدام نوع من الطلاء الماص لموجات الرادار، ونشرت مجلة "المصلحة القومية" الأمريكية عن هذا السلاح الروسي الفتاك تقريرا تستعرض فيه مميزات "كاليبر"، ولفتت في ذلك التقرير إلى أن سرعة هذه الصواريخ تبلغ نحو 885 كيلومترا في الساعة، وهي مماثلة لسرعة الطائرات، وبمقدورها إصابة أهداف على بعد 1600 كيلومتر.
وظهرت قدرات "كاليبر" أمام العالم كله في أول استخدام لها في 7 أكتوبر 2015 خلال الحرب الأهلية السورية، حيث استخدمته روسيا لاستهداف مواقع تنظيم داعش بالرقة وحلب، واجتازت هذه الصواريخ التي يبلغ طولها 9 أمتار، والتي أُطلقت من بحر قزوين، نحو 1500 كيلومتر فوق أراضي العراق وإيران وأصابت 11 مواقعا لتنظيم داعش وفصائل مسلحة أخرى في سوريا.
وفي 20 نوفمبر 2015، أطلقت روسيا 18 صاروخًا من طراز 3M14T من بحر قزوين على أهداف في سوريا، وكانت الأهداف في الرقة وإدلب وحلب.
وتعددت المرات التي استخدمت فيها روسيا هذا السلاح الفتاك عبر سنوات، وجاء آخرها في 3 فبراير 2018، حين أطلقت البوارج والغواصات الروسية عدة صواريخ على مواقع المتمردين في إدلب.
وصحيح أن روسيا تنتج أنواعا مختلفة من الصواريخ المجنحة للاستخدام البحري، إلا أن "كاليبر" تحديدا سيصبح السلاح بعيد المدى الأساسي في السنوات المقبلة، بحسب ما ذكرته قناة "روسيا اليوم".
وأضافت أنه على الرغم من أن أعداد قطع الأسطول الروسي أقل من الأمريكي، إلا أن قدرات روسيا على تزويد السفن صغيرة الحجم بمنصات صواريخ مجنحة بعيدة المدى تجبر العسكريين الأمريكيين على التفكير مليا.