أكد الدكتور عبد الحميد شلبى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر أن المشروعات الكبرى دائما ما تكون هى قاطرة التنمية فى أى دولة، والمشروعات الكبرى أحيانا تاتى من قبل قوى استعمارية ولكننا نستفيد بها مع مرور الزمن، فعلى سبيل المثال محمد على باشا لا أحد يستطيع إنكار دوره فى إقامة العديد من المشروعات الكبرى التى ساهمت فى إحداث نهضة إقتصادية وعسكرية، إلا أنه حينما عرض عليه مشروع قناة السويس رفض هذا المشروع تماما بسبب تبعات هذا المشروع من وجهه نظره فى ظل زيادة المطامع الإستعمارية فى مصر حال إقامة هذا المشروع . وأضاف أن الدول التى طمعت فى مصر بعد افتتاح القناة وعلى رأسها بريطانيا كانت من أشد المعارضين لإنشاء القناة نظرا لتخوفها من سيطرة فرنسا على هذا المشروع، حيث كانت فرنسا بالفعل تسعى لهذا حتى أن المهندس الفرنسى ديليسبس سعى فى جهود حفر القناة حتى قبل ان يأخد حق الإمتياز من الدولة العثمانية وأسسس الشركة المشرفة على المشروع فى فرنسا وكان نصيب مصر من أسهم القناة 44% وفقا لإمتياز حفر القناة الذى منحه له الخديو سعيد والذى يعطى الحق لفرنسا فى غدارة القناة بغعتبارها صاحبة النصيب الاكبر من أسهم القناة . واشار إلى أن قناة السويس وما صاحبها من اعمال حفر كبدت الخزانة المصرية مبالغ طائلة وصلت إلى 14 مليون جنيه وهو كان رقما كبير ا فى ذلك التوقيت، كما أن حفل افتتاح قناة السويس كبد الخزانة المصرية مبلغ ضخم وصل إلى مليون و 400 ألف جنيه مصرى ، وبالرغم من كل هذا جاء الخديو توفيق ليبيع حصة مصر من أرباح القناة والبالغة 15% لبنك فرنسى بقيمة تقارب 900 ألف فرنك فرنسى، وقد تسببت قناة السويس فى خسائر كبيرة للإقتصاد المصرى رغم ان الأرض مصرية والقناة مصرية والعمال مصريين، إلا أن خسائر مصر فى عملية إنشاء القناة وصلت إلى 16 مليون جنيه حتى ان السفن المصرية كانت لا تمر فى القناة قبل أن تدفع رسوم مرور، وهو ما دفع إلى جهود ومحاولات تمصير القناة وإعادتها للدولة المصرية مرة اخرى وهو ما حدث عام 1956 بتأميمي قناة السويس . ولفت إلى ان الحركة الوطنية المصرية سعت عبر تاريخها النضالى إلى التخلص من الإحتلال الإنجليزى وشركة قناة السويس وإمتيارات بريطانياوفرنسا فيها ، حيث إنه كان هناك مشروع لمد إمتياز قناة السويس لمدة 10 سنوات وذلك عام 1908، وهو ما رفضة الزعيم الوطنى محمد فريد وهو ما عرقل هذا المشروع للسيطرة على قناة السويس، حتى جائت اللحظة الفاصلة بتأميم قناة السويس التى حفرت بأيداى ودماء مصرى وعادت أيضا بدماء وأياد مصرية، وقد كان هناك رهان من دول فرنساوبريطانيا على أن مصر ستفشل فى إدارة القناة إلا أن الزعيم جمال عبد الناصر كان جاهزا لهذا ونجح المصريون فى إدارة القناة، حتى أصبحت القناة من اكبر مصادر الدخل القومى لمصر.