دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إلى تقديم تفسير للقائه ناشطات كرديات قتلن في باريس الأسبوع الماضي. وألقى مقتل النساء الثلاث في وسط باريس يوم الخميس بظلاله على مبادرة جديدة أطلقتها حكومة اردوغان لبدء عملية سلام تهدف إلى انهاء تمرد حزب العمال الكردستاني المستمر منذ 28 عاما والذي قتل فيه 40 ألف شخص. وقال أولوند للصحفيين إنه وساسة اخرين كانوا يعرفون إحدى الضحايا الثلاث وجميعهن لهن روابط بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية. وقال اردوغان في كلمة أمام مجموعة من رجال الأعمال يوم السبت موجها حديثه الي الرئيس الفرنسي "كيف يمكنكم ان تلتقوا بشكل متكرر باعضاء من منظمة يعتبرها الاتحاد الأوروبي جماعة ارهابية وهم مطلوبون لدى الانتربول (الشرطة الدولية)" واضاف قائلا في تعليقاته التي بثتها قناة (س.إن.إن.التركية) التفزيونية على الهواء مباشرة "يجب أن يفسر الرئيس الفرنسي للرأي العام لماذا التقى بأعضاء منظمة إرهابية... ما الذي نوقش وماذا كانت الغاية من الالتقاء بهؤلاء الإرهابيين." وقال اردوغان ان تركيا ستسعى لاتخاذ اجراءات قانونية لم يحددها بشأن هذا الأمر. وإحدى الكرديات الثلاث القتيلات -وهي سكينة جانسيز- كانت عضوا مؤسسا بحزب العمال الكردستاني معروفة للقوميين الأكراد ومن المعتقد انها كانت ممولا رئيسيا في أوروبا للجماعة التي تتمركز بشكل اساسي في شمال العراق. ومتحدثا الي الصحفيين يوم الخميس قال اولوند ان احدي الكرديات الثلاث "كانت معروفة لي ولساسة كثيرين لانها التقت بنا بشكل منتظم." وقال اردوغان ان مقتلهن ربما كان نتيحة نزاعات داخلية في حزب العمال الكردستاني او محاولة لتقويض جهود تركيا لإنهاء الصراع الكردي الذي له اثار على سوريا وايران والعراق وهي دول يوجد بها اقليات كردية. واضاف قائلا "مقتلهن في باريس ربما كان محاولة تهدف الي تخريب هذه المبادرة. وربما انه ايضا تسوية حسابات داخل صفوف الجماعة الإرهابية الانفصالية." ورفض اردوغان اتهامات من متمردين ونشطاء اتراك بأن عناصر من الدولة التركية كانت وراء مقتل الكرديات الثلاث وطالب السلطات الفرنسية بالقبض على منفذي الهجوم والقاء الضوء على الحادث على الفور. ولم تصدر عن محققين فرنسيين أي اشارة فورية الي من قد يكون وراء قتل الكرديات الثلاث. وتعهد اردوغان بمواصلة الجهود لإنهاء الصراع الكردي.