ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن إلقاء القبض على خمسة مقاتلين أجانب بينهم أمريكيان من قبل القوات المدعومة من واشنطن لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، يسلط الضوء على مشكلة طويلة الأمد ألا وهي أن دولًا كثيرة حول العالم ترفض إلى حد كبير إعادة مئات من هؤلاء المقاتلين المحتجزين هناك. واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن بقول إن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت يوم أمس الأول الأحد إلقاء القبض على مقاتلين أجانب في إطار حملة تستمر أشهر بدعم من الغارات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة لهزيمة التنظيم المسلح في أخر معاقله في شرق سوريا، فيما قال باحثون من برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطنالأمريكية إن أحد الأمريكيين جاء من تكساس وتقدم بطلب لشغل وظيفة مدرس للغة الإنجليزية في "داعش". وأوضحت الصحيفة أن آلاف من المقاتلين الأجانب انضموا إلى داعش بعد أن استولى التنظيم على أجزاء من سوريا والعراق في منتصف 2014، لكن في خلال العامين الماضيين، تكبد التنظيم الإرهابي هزائم عسكرية فادحة حتى تقلصت قوة الخلافة المُعلنة ذاتيًا بشكل حاد. وفي هذا الصدد، قال مسئولون أكراد إن حوالي 800 مقاتل أجنبي محتجزون في السجون تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى ذلك، يتم احتجاز مئات النساء الأجنبيات المتزوجات من أعضاء داعش وأطفالهن في معسكرات مختلفة. ولكن مع تراجع وتيرة الحرب ضد داعش، وقيام الولاياتالمتحدة بإعطاء إشارات متضاربة حول نواياها لمغادرة سوريا، يبقى مصير الأكراد والمقاتلين الأجانب في سجونها غير مؤكد بشكل متزايد..حسبما قالت الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن القوات التي يقودها الأكراد حثت البلدان -التي أيد الكثير منها الحرب ضد داعش- على استعادة مواطنيها، رغم وجود مخاوف حول كيفية مقاضاة هؤلاء المقاتلين أو حتى مجابهة المخاطر الأمنية التي قد يفرضونها على بلادهم. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن القوات التي يقودها الأكراد كانت الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، متابعة أن ترامب تراجع عن حديثه بشأن الانسحاب السريع، فيما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون بولتون يوم أمس الأول إن إدارة ترامب لن تسحب قواتها من شمال سوريا ما لم تقدم تركيا التزامًا ثابتًا بعدم استهداف حلفاء الولاياتالمتحدة الأكراد. وفي ظل عدم اليقين بشأن مستقبلهم، قالت القوات التي يقودها الأكراد إنها غير مجهزة لمقاضاة المتشددين بأنفسها، بينما حذرت في الوقت ذاته من تهديد هؤلاء المسلحين -بحسب الصحيفة-. كما أبرزت الصحيفة الأمريكية أن متحدثًا باسم قوات التحالف أحال أسئلة حول إعادة المواطنين الأمريكيين إلى وزارة الخارجية، والتي لم تجب على الفور على هذه الأسئلة، فيما كان مسئولو الدفاع الأمريكيون ذكروا في وقت سابق أن الولاياتالمتحدة أعادت حوالى 24 آخرين من مسلحي داعش المشتبه بهم إلى بلادهم. كما أكد مسئولون أمريكيون أن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا تساعد في تكاليف احتجاز المتشددين، حيث يساعد البنتاجون في احتجاز حوالي 600 في 7سبع منشآت، فضلا عن دفع تكاليف تحديث المرافق وتحسين الظروف بها -حسبما قالت وول ستريت جورنال-.