بالأرياف إذا تحدثت فتاة الى شاب في الشارع وأمام العامة بدون صلة قرابة تناثرت الأقوال وظهرت الشائعات وبالمدينة إذا زارت فتاة شابا بمنزله وأمام العامة قالوا إنها سيئة السمعة وفي الدول الغربية إذا حدث هذا أو ذاك فإنه شئ مباح وطبيعي , وعندما يطبق قانون الطوارئ في دولة أخرى غير مصر قد يكون من المألوف لكن بمصر فإنه قانون سيئ السمعة . قانون الطوارئ كي يطبق بمصر اليوم حتى في أشد الحالات الحرجة فلابد من أن من يطبقه على العامة ليس من كان يطبقه بالأمس ,أن العصا التي كانت للخوف لا للإحترام لا يمكن أن تثق بها مجدداً إلا لو لمست التغيير .. لا أعلم هل لي القدرة على تقديم نصيحة أو إلقاء تعليمات لمن هو أكبر مني أم لا ؟ لكن الكبير الآن هو من نجعله نحن – كبير- ليس من ينصب نفسه ويعطي ويزور انتخابات بنسبة 99% ليصبح رئيسا وزعيما خياليا لا وجود له سوى في خياله , لذلك سوف أقوم بتقديم نصيحة وسأضرب بكلمات مثل ( عيب – ميصحش – انت مين انت – سيب اللي فاهم يتكلم ) عرض الحائط ,تركناكم لأنكم أكثر خبرة وأكبر عمراً لكن خذلتمونا وخذلتم أنفسكم. هناك أحد الفيديوهات المنتشرة على موقع اليوتيوب وموقع التواصل الإجتماعي ( الفيسبوك ) شاهدته منذ أيام يتحدث عن تجربة إعادة هيكلة جهاز الشرطة في جورجيا , بعد أن أستشرى الفساد في الشرطة هناك تولت شابة في الثامن والعشرين من العمر إدارة جهاز الشرطة وهي فتاة مدنية , وأول ما فعلته هو فصل 18 ألف شرطي في يوم واحد من جهاز المرور . وذلك لأن الفساد كان انتشر في الدولة حتى أصبح الأمر روتينيا ويتقبله الجميع خاصة في الشوارع بين المارة وشرطة المرور وهذا ما يذكرنا بما يحدث بالشارع المصري وأعتقد أن لا يوجد مواطن مصري واحد يستطيع أن ينكره, حتى الفساد نسى المواطنون أنه جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون ومقارنة بمصر أعتبر ذلك في الفترة الأخيرة أن هذا ( شطارة – فهلوة ) وتجاهلنا أن هذا فساد يستشري بجسدنا حتى أصبح مرضا مذمنا . لذلك كان عليهم أن يقوموا بمحاولات إكتشاف الفساد في المصالح الحكومية لأنها الأساس وعندما تقوم بإصلاحه تستطيع بعد ذلك أن تبني عليه ما تريد ثم قاموا بنشر التوعية في المجتمع بضرورة القضاء على الفساد وهذا ما نحتاج اليه بمصر نريد أن ننشر ثقافة ( الحلال ) في كل شئ ,نريد أن نستبدل شيوخ الفضائيات الذين يصرخون في وجوه الناس ليل نهار يبشروهم بعقاب الآخرة بأن يحولوا خطابهم الى ضرورة العمل والجهد والأخلاص ,الإعلاميين وأساتذة علم النفس وغيرهم لابد أن يتم تنظيم ندوات ومحاضرات إجبارية للشعب والشرطة وتغليظ العقوبات على من يتولى زمام الأمور أكثر من المواطن العادي وتأكيد فكرة أنه لا يوجد أحد فوق القانون حتى لانرى عربات الشرطة تستخدم في توصيل أبناء الضباط الى المدارس والنوادي . قامت جورجيا بعمل خطة عامة وشاملة لإعادة الثقة بين الشعب والشرطة بعد أن كانت مفقودة تماما وغيرت أقسام الشرطة وجعلت حوائطها من زجاج حتى يرى كل مواطن ما يحدث بالداخل لضمان الشفافية والحق حتى أنهم قاموا بتغيير زيهم الموحد لارتباطه بفكرة وصورة سيئة بذاكرتهم ,كما أنهم قاموا برفع المرتب الشهري للشرطي من 70 دولارا الى 700 دولار هذا لإعطاء الشرطي حقه وقيمته لأنه مصدر الأمن والأمان للشعب وليس فزاعته الذي يفرض عليه إتاوات كما يطبقها بعض أمناء الشرطة على سائقي الميكروبصات بمصر. كانت تتحدث السيدة التي قامت بفعل كل هذا بجورجيا ووجهت كلامها الى مصر بأن مصر دولة كبيرة ويسهل فعل هذا بها أكثر من جورجيا ولا خوف من فصل أعداد كبيرة والتخوف من انشاء تكوينات عصابية أو غير ذلك وأن هناك 10 الآف شرطي قاموا بإعتصام هناك ولكنهم استطاعوا السيطرة عليه , جورجيا 4 مليون نسمة ونحن بآخر تقارير التعبئة والإحصاء 90 مليون ,جهاز الشرطة به 1.5 مليون شرطي بينهم من الأشراف الكثيرون ونحن نعلم ذلك ,بينهم من ضحى بروحه وحياته مقابل إنقاذ طفل أو امرأة ,بينهم اللواء البطران وغيره من الشهداء . لا يستطيع أي شخص إنكار وجود المخلصين والمحبين للوطن حتى من طالهم غبار الخطأ نستطيع أن نقومهم مرة أخرى ,نداء الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنتم خير أجناد الأرض فكيف لا نستطيع أن نعيد الأمن والأمان الى الشارع المصري ,الى متى سنقول إن الشرطة تنزل الى الشارع المصري تدريجيا ,نحتاج حلا جذريا ثوريا فورا، لن تمر الأيام هكذا فإن كان هناك مرحلة من الفوضى وعدم الاستقرار مرت بها مصر خلال الأشهر السابقة فإن المرحلة المقبلة أخطر بكثير فبها أنتخابات واستفتاءات ونحن في حل من هذا , أعيدوا الأمان الى مصر حتى تدور عجلة الانتاج وتعود السياحة ويرتفع مؤشر البورصة ويأخذ أهالي الشهداء حقوقهم ...حمى الله مصر من كل شر.