قال سفير السودان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور كمال حسن على، إن "التعاون بين القاهرة والخرطوم تعاون حتمى وضرورة ملحة للشعبين ونحن نؤسس الآن لهذا التعاون كى لا يتأثر بمجىء نظام ورحيل آخر بل يبقى رهنا بإرادة شعبى وادى النيل". وكشف السفير السوداني، النقاب عن أن هناك 24 لجنة للتعاون بين مصر والسودان تتكفل بجميع ملفات التعاون، وتم عقد اجتماعات لنحو 23 لجنة منها ويتبقى عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة برئاسة نائب الرئيس السودانى ورئيس الوزراء المصرى لوضع جميع الاتفاقيات والبروتوكولات التى توصلت إليها هذه اللجان موضع التنفيذ. وأوضح علي، خلال ندوة عقدت بمنزله ليلة أمس، السبت، تحت عنوان "الآفاق المستقبلية للعلاقات المصرية السودانية"، أنه يجرى الترتيب حاليا لعقد اجتماعات هذه اللجنة العليا فى شهر مارس المقبل لتكون متواكبة مع افتتاح الطريق البرى شرق وغرب النيل للربط بين مصر والسودان والذى من شأنه أن يحدث نهضة تجارية وتنموية بين البلدين. وقال، خلال الندوة التى شاركت فيها نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية المعنية بهذا الملف فى البلدين: "إن هناك مشروعا للربط الكهربائى بين السودان ومصر، ووقعنا اتفاقا فى هذا الشأن لمشروع يقوم فى حده الأدنى على توفير 100 ميجاوات سيتم تخصيصها للاستثمارات المصرية فى شمال السودان على أن يتم بين ذلك تنفيذ مشروع آخر يتيح توفير نحو 550 ميجاوات لتوفير الكهرباء للسودان للاستخدام فى الأغراض الأخرى". وأشار سفير السودان لدى مصر إلى أن "هناك العديد من الشركات المصرية التى تعمل حاليا داخل السودان فى مختلف المجالات"، مؤكدا حرص الجانبين على ألا تكون علاقات التعاون بين البلدين رهينة لأى نظام سياسى وإنما قائمة ومستندة إلى العلاقات الأزلية بين شعبى وادى النيل. واعترف السفير السودانى بأن العلاقات السودانية المصرية شهدت قبل ثورة 25 يناير مراحل شد وجذب على المستوى الرسمى، وقال: "نحن نعمل الآن، فى الجانبين، من أجل تدارس ما حدث فى الماضى واستشراف المستقبل من أجل إقامة علاقات تكامل مع مصر تنتهى بالوحدة التى هى غاية الشعبين". وأكد الدكتور كمال حسن على أن السوادن لا تقصر علاقاتها مع مصر على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط وإنما تسعى الآن لإثراء التعاون الثقافى والفكرى بصورة ممنهجة تقوم على الإرث الحضارى المشترك وتدفع لتنمية وتحقيق التواصل بين شعبى البلدين بما ينعكس أثره الإيجابى على مجالات التعاون الأخرى. وقال إنه "لابد من ايجاد صيغة لإقامة حوار بين النخبة فى البلدين بما يؤسس لعلاقات تعاون مستقبلية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ونحن نتحرك اليوم بأمل وثقة كبيرة فى مستقبل يحمل غدا أفضل لشعبى وادى النيل".