من علمني حرفا صرت له عبدا.. مقولة جار عليها الزمن.. مقولة تحثنا على عدم نكران الجميل لمن تعلمنا على أيديهم، إلا أن الطالب سيف الدين كان له رأي آخر بقتله معلمته بسبب إدمانه للعبة حرب وقتال إلكترونية على الهاتف الذكي. سيف الدين الطالب فى الصف الأول الثانوى أدمن لعبة "بوب جى" Bubg" الإلكترونية التي يتم تحميلها على كتطبيق على الهواتف الذكية، التى تعتمد على العنف والقتل فى المقام الأول والأخير، حتى أصبحت شغله الشاغل فى الفترة الأخيرة، وانتابته حالة من العنف فى مواجهة أى شيء، محاولا تطبيق الحركات التى يستخدمها على اللعبة على الآخرين. وعقب هوس الطالب باللعبة الكرتونية اختمرت الفكرة فى رأسه على التخلص من أحد الأشخاص وتنفيذ أحد مشاهدها عليه، وظل يبحث عن الضحية السهلة له، ودله عقله على قتل معلمته صاحبة 59 عاما التى تدعى "هانم"، والذى يذهب لها أسبوعيا لحضور درس خصوصى فى منزلها لمادة الكمياء. استعد المتهم لتنفيذ جريمته بجمع الأدوات التى سينفذها بها من خلال إحضاره لسكينتين من منزله، وأخفاهما في حقيبة ظهره التي أكمل بها مخططه كما يوجد فى اللعبة، والتى يحمل فيها المحاربون لحقيبة ظهر بها الأسلحة والذخائر. انتظر المتهم فى حماس كبير حتى حان موعد ذهابه لحضور الدرس فى منزل المجنى عليها، الذي لم ينتظر كثيرا بعد دخوله شقته وطلب منها كوبا من الماء، وأثناء ذهابه لإحضاره، استل المتهم سكينا من حقيبته وانهال طعنا فى جسد المجني عليها، ولم يتوقف حتى تأكد أنها فارقت الحياة غارقة فى دمائها، وفور انتهائه فر هاربا تاركا وراءه جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان. وعقب فرار المتهم ترك خلفه حقيبة ظهره وبها السكين الآخر وورقة مدون بها عبارات تحث على القتل، وبعض الأدوات المدرسية وحذاء رياضي وجاكت رجالي، تلك الأدلة التى قادت رجال المباحث لاكتشاف أمره والقبض عليه. وبعد انتهاء المتهم من تنفيذ مخططه وجريمته حاملا أداة جريمته فى يده ملطخة بداء معلمته، وظل يسير فى الشوارع دون أن يدرى ماذا يفعل، وقام برمى السكين فى أحد الطرقات التى مر من خلالها، وحتى تتبع رجال المباحث خط سيره وألقوا القبض عليه. وبعيون مستقرة وثابتة غير عابئة بما حدث وقف المتهم بين ايدى رجال المباحث يسرد تفاصيل جريمته الشنعاء، بعد إدمانه وهوسه بلعبة قتال إلكترونية، محاولا تنفيذ مشاهده على أرض الواقع ولم يجد إلا معلمته لتنفيذ جريمته عليها. وعقب انتهاء رجال المباحث التحقيق مع المتهم تمت إحالته للنيابة الذى قامت بدورها باصطحاب المتهم لتمثيل جريمته، والذى مثلها كما نفذها أمامهم، واعترافه باستحواذ مشاهد اللعبة على ذهنه وسيطرتها عليه لتقوده لارتكاب جريمته الشنعاء، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإحالته لمستشفى الصحة النفسية لبيان سلامة قواه العقلية. بداية الواقعة عندما تلقى قسم شرطة أول المنتزه بالإسكندرية بلاغًا بالعثور على جثة المواطنة "هانم .م.ع " 59 عاما، مدرسة بالشقة سكنها بمنطقة ميامي شرق الإسكندرية. انتقل مأمور وضباط مباحث قسم شرطة المنتزه أول إلى موقع الحادث، وعُثر على جثة المجني عليها مسجاة على ظهرها بملابسها بأرضية غرفة الاستقبال بالشقة سكنها بالطابق الرابع بجوار بابها وبها عدة طعنات بأنحاء متفرقة. وتبين من المعاينة العثور بجوار الجثة على حقيبة مدرسية بداخلها سكين كبير الحجم بداخل كيس بلاستيك، ورقة مدون بها عبارات تحث على القتل، وبعض الأدوات المدرسية وحذاء رياضي وجاكت رجالي. وتوصلت تحريات أجهزة البحث الجنائي إلى أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو "سيف الدين.إ.س" 16 سنة، طالب بالصف الأول الثانوي، وجرى ضبطه واعترف بارتكابه الواقعة واحيل للنيابة التى قررت السابق ذكره.