قالت مي مرسي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن مسألة اتخاذ القرار تعد من المشاكل التي تنشأ بين الزوجين داخل الأسرة ، وما إذا كانت ستكون من جانب الزوج فقط أو بالمشاركة. وأوضحت «مرسي» عبر الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حملة وعاشروهن بالمعروف، أن الله سبحانه وتعالى قال: «وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ» الآية 38 من سورة الشورى، وقال تعالى: «وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ» الآية 159 من سورة آل عمران، منوهة بأن الله عز وجل يعلمنا أن نجعل الشورى مبدأ أساسي في كل شيء بحياتنا، وفي كل نواحي الحياة، كما أنه تعالى أوصى بالشورى حتى في أبسط الأمور المتعلقة بشئون الأسرة . واستشهدت بما قال الله عز وجل : «وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ » الآية 233 من سورة البقرة. وتابعت: والآية الكريمة تعني أنه إذا أرادت الأم أن تفطم الطفل عن الرضاعة و -توقف الرضاعة- عند سن العامين، فإن هذا الأمر يكون بالتشاور بين الزوجين، كما أن الإسلام علم الأزواج بأنهم لا يأخذون رأي زوجاتهم في الأمور البسيطة فقط وإنما يأخذ رأيهن في كل شيء، مشيرة إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أسوة حسنة في ذلك، ففي يوم الحديبية عندما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس بالنحر والحلق، لكن لم يستجب له أحد، فذهب إلى زوجته أم سلمة -رضي الله تعالى عنها-، والتي أشارت عليه فقالت: «يا رسول الله أخرج ولا تكلم أحدًا، وافعل ما أمرتهم به»، وعندما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم ما أشارت به عليه زوجته، وجد أن الصحابة استجابت لأمره وفعلوا مثلما فعل، وهنا يعلمنا احترام رأي الزوجة ونصيحتها. وأضافت أنه في حال اختلاف الزوجين في الشورى، فإن صاحب الخبرة في المسألة محل الخلاف، هو من ينبغي تغليب رأيه، وإن لم يكن لدى الزوجين خبرة في هذا الموضوع يتم اللجوء إلى شخص لديه خبرة، فقال الله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» الآية 7 من سورة الأنبياء ، مشيرة إلى أنه ينبغي على الزوجين أن يجعلا الشورى أساسًا في البيت، دون اقتصارها على مواقف أو مسائل بعينها، ولكن يجعلاها أسلوب حياة.