رأت صحف امريكية أن الرئيس السوري بشار الأسد يعاني من عزلة دولية متزايدة في ظل النجاحات المتتالية التي يحققها الثوار. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أنه على الرغم مما يروجه النظام السوري بأن الأسد هو "أمل" الشعب السوري، لاحت مؤشرات في الأفق دلت على أن الرجل الذي يترأس حكومة واهية بات لديه القليل من الفرص للنجاه بنفسه. واستدلت الصحيفة -في مقال لها أوردته على موقعها الإلكتروني- على طرحها في هذا الصدد بأن تناولت ما ورد بتقرير صدر عن النظام السوري في الأيام القليلة الماضية؛ حيث سلط الضوء على الخسائر النفسية التي خلفتها الحرب الأهلية التي بدأت قبل ما يقرب من عامين على الأسد، كاشفا اتساع رقعة عزلته النفسية والدولية في ظل مخاوف جسيمة باحتمالات انهيار نظامه الذي بات بالفعل على حد السكين. وأوضحت الصحيفة أنه طيلة أسابيع كاملة توالت فيها انتكاسات الحكومة السورية لم يظهر الأسد في أي لقاءات إعلامية ولم يلق أي خطب مباشرة على التلفزيون الرسمي، ليقلص بهذا حجم اتصالاته على دائرته الصغيرة المكونة من أفراد عائلته والمستشارين المخلصين إلى جانب تركيز جل جهوده على سلامته الشخصية. ونقلت "واشنطن بوست" عن نشطاء ووسائل إعلام سورية أن القضية الأمنية أصبحت الشاغل الرئيسي في ذهن الأسد، وهو ما تجلى في ذهابه كل ليلة للنوم في غرفة مختلفة وتكثيف المراقبة على طهاته لإحباط أي محاولة لسمه، مشيرة إلى تصريح مسئول مخابراتي عربي -رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع- بأن تصرفات الأسد أصبحت تعكس حالة خوف تنتابه باستمرار. ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الأسد يسعى دوما للتأكيد على عزمه البقاء في سدة الحكم؛ حيث أكد في أخر لقاء تلفزيوني له مطلع الشهر الماضي أنه سيعيش ويموت في سوريا... حتى أنه لم يبد خلال آخر اجتماع خاص جمعه في المسئولين الدوليين في دمشق الأسبوع الماضي أي ليونة أو رغبة بسيطة في تشكيل حكومة انتقالية. وتابعت أن المسئولين الأمريكيين رفضوا التعليق عن الحالة المزاجية داخل دائرة الأسد المقربة، غير أن مسئولا بارزا أكد أن اصرار الثوار على السيطرة على دمشق ترك بلا أدنى شك تداعيات نفسية على الأسد. ونسبت واشنطن بوست إلى مسئولين أمريكيين آخرين أن الشعور بالعزلة داخل القصر الرئاسي زاد بشكل مطرد عقب الانشقاقات الأخيرة في صفوف الجيش إلى جانب ابتعاد حلفاء الأسد الدوليين عن دعمه رويدا رويدا، معتبرين أن التصريح الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو لا تهتم كثيرا بمصير نظام الأسد، وجه الصفعة الأكبر للرئيس السوري.